النجم الشاب هيثم أحمد زكي وحكاية فيلم " حليم"



لمى طيارة / مجلة فنون ( مجلة الاذاعة والتفزيون السورية  )

احترت وأنا أشاهد فيلم " حليم" على من أبكي وأتحسر على فقدان الفنان الذي لن يتكرر إحساسه وعذوبة صوته ، أم على المبدع الذي كان يسبح في روحي وعقلي وأنا أتابع أي عمل من أعماله ؟؟
وعرفت حينها سبب الرغبة الملحة التي كانت لدى احمد زكي في تجسيد شخصية وروح عبد الحليم حافظ ، فكلاهما وجهان لعملة واحده داخل الفيلم وخارجه ، يتيم الأهل عاش في فقر شديد وكلاهما صعد القمة وتربع على عرش الفن، والصدفة شاءت أن ينتهيا نفس النهاية ولكن بشكل مكثف ، فحليم الذي كان يعاني المرض لسنوات طويلة كان الفن حافزه للحياة ، أما احمد زكي فأن حبه للفن أولا
و رغبته في تجسيد شخصية حليم وإنهائها ثانيا كان المحرض لحياته . بالنتيجة احدهما كان سببا لحياة الآخر ..كل الاختلاف كان بينهما من ناحية التشكيل الجسدي ( حليم /احمد زكي)لا أكثر ولا أقل فالأول نحيل ضعيف الجسد بسبب المرض أما الأخر فطويل وضخم نسبيا .
في عرض الافتتاح الأول لفيلم " حليم" ،كشف لنا النجم الصاعد " هيثم احمد زكي" الظروف الغريبة التي رافقت تصوير الفيلم والعناء الشديد الذي كان يرافق والده احمد زكي أثناء تصويره لهذه المشاهد مع إصراره الكامل على المتابعة .


هيثم احمد زكي الممثل الشاب الذي تم اختياره من قبل المخرج شريف عرفة ليؤدي دور عبد الحليم وهو شاب ، تقمص روح والده ، فكنا حين نتابع احمد زكي نلتقط أنفاس حليم ، وحين نتابع هيثم زكي نلتقط روح احمد زكي ، بالطبع لا يمكن الحكم على هيثم من خلال هذه التجربة الخاصة لما فيها من شروط وتفاصيل، عمل عليها هذا الشاب بحرفية تتناسب و كونه يعمل لأول مره .
أما الفنان جمال سليمان فأن دوره والذي يعتبر العمود الفقري للعمل حيث نًسج السيناريو بأكمله على أكتاف هذا اللقاء الإذاعي الذي اجري مع حليم وسجل فيه لذكريات حياته ، كان ذو أداء عادي، نجح فيه، رغم وقوعه في مطبات اللهجة أحيانا .ولكن من وجهة نظري الخاصة وظفت نجومية جمال سليمان إنتاجيا وليس لأدائه المتميز لأن الشخصية أصلا مكتوبة بدون وجود أية أبعاد درامية لها سوى قوة الشخصية التي كانت تظهر بين الفينة والأخرى أثناء إجراء اللقاء .
أما الفنان عزت أبو عوف فأنه جسد شخصية الموسيقار عبد الوهاب بتقنية عاليه والبسه القليل من بهارات الكوميديا 
عمل محفوظ عبد الرحمن الأديب الكبير على كتابة نص مكثف جدا عن حياة العندليب ملمحا إلي أهم المفاصل السياسية التي كان لها الأثر الكبير على شخص وفن العندليب، فجاء العمل وكأنه حكاية أمة ، كما أضاف شريف عرفه لمساته الفنية في إخراج هذا الفيلم بإيقاع موسيقي من خلال تقطيع المشاهد بطريقة غير تقليدية فها هو يبدأ من النهاية ، ثم يعود ليلتقط مراحل من حياه حليم إلى الأمام والخلف ، كل ذلك من خلال اللقاء الإذاعي الذي كان يستمع له حليم وهو راقد في الفراش ، فيعيده إلى ذاكرة الطفولة والشباب والفشل والنجاح ، ولكن نقطة التلاقي الفعلي بين حليم واحمد زكي كانت حين لعب احمد زكي مشاهد مرض عبد الحليم واحتضاره وهو في قمة مرضه ، حبه للفن جعله يعيش حتى يكمل مشاهد الفيلم وهو كما نرى يشبه عبد الحليم الذي مات وهو يفكر في عمله الذي لولاه لما عاش وقاوم المرض لسنوات .
لن ننسى طبعا النجمتين منى زكي وسلاف فواخرجي فقد كانتا "سكرتا" الفيلم كما يقول المصريون، منى زكي بأدائها المرهف وسلاف فواخرجي بجمالها الموظف.
إلى كل محبي زمن الفن الجميل ، دعوة لحضور فيلم " حليم"