كتب نضال قوشحة يقول : سقف العالم ، دراما تلفزيونية ترد على نشر الرسوم المسيئة للنبي الكريم محم


مجددا تدخل جدلية التراث والمعاصرة مساحة الحراك ، وتتجسد هذه المرة في التجربة التلفزيونية الدرامية السورية التي كان قطباها الكاتب حسن م يوسف والمخرج نجدة إسماعيل أنزور . في العمل الذي حمل اسم / سقف العالم / . موضوع العمل كما تابع المتابع العربي هو رسالة أحمد بن فضلان التي كتبها شاب بغدادي منذ ما يقارب الألف عام . حول رحلته من بغداد إلى شمال أوروبة . واصفا فيها مشاهداته في الرحلة ومقارناته بين ماكان يعيشه في بغداد وما شاهده في البلاد التي اغترب إليها من تخلف وجهل ، وهي التي تدعي في أيامنا أنها وصلت إلى سقف حضارة العالم .
سقف العالم عمل ، حاول كاتبه أن يرد بشكل سلمي وحضاري على ما قامت به صحيفة / يولاند بوستن / الدانمركية . من نشر رسوم مسيئة عن الرسول العربي محمد صلى الله عليه وسلم . الأمر الذي سبب في حينه كثيرا من ردود الفعل الصاخبة والمعارضة . التي شملت العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه .
يوسف يرى أن الصحيفة ومن ورائها الرأي العام المساند لها قد أخطأ بالتعرض لرمز ديني مقدس يخص أكثر من مليار مسلم يعيشون في العالم . وأراد الرد على هذه الازدواجية من خلال استحضار تجربة كاتب رحلات عربي أوفده الخليفة العباسي المقتدر إلى أوروبة . فرحل , وسجل مشاهداته ولمس كيف كانت أوروبة في حضيض الجهل ، عندما كانت بغداد تزدان في تألق الحضارة .
هذا العمل الروائي ، الذي كان الكاتب يعده للنشر كرواية . قام الفنان نجدة أنزور بإخراجه للتلفزيون مختطا لنفسه نهجا دأب عليه منذ العديد من السنوات ، وهو التصدي للموضوعات الكبرى التي تهم عالمنا العربي والمسلم .
آنزور يرى أن الرد على هذه العدوانية الأوروبية يجب أن يكون نابعا من حضارة الإسلام والسلم الذي ينادي به .
شكليا حاول المخرج أن يحاكي إلى أبعد درجة ممكنة الحياة الواقعية للحدث المعاصر والتاريخي ، لذلك صور في الدانمارك مكان الحدث الجزء المعاصر من العمل , بينما صور الجزر التاريخي في ادغال اللاذقية حيث الطبيعة المشابهة لأوروبة الشمالية . هذا الطرح في العمل ونقصد به التقاطع الزمني بين المعاصرة والماضي ليس وليد هذه التجربة بالنسبة لكلا المبدعين , فهما قد عملا به في عمل جمعهما سابقا وهو / البحث عن صلاح الدين / . في هذا العمل كان هنالك الطالبة العربية التي تقيم في أوروبة /نارا/ سلاف فوا خرجي / التي تكتشف من خلال هذا الحدث حجم النفاق الذي تمارسه أوروبة تجاه العرب والإسلام . حيث تمتلك أوروبة التي تدعي الحضارة معيارا مزدوجا في التعامل مع الحرية الإبداعية . فهي مصانة ومقدسة طالما تعلق الأمر بمقدس عربي أو إسلامي , لكن هذه الحرية تتراجع عنما يتعلق الأمر بقدس مسيحي أو يهودي . زقد حاول العمل أن يلقي الضوء من خلال هذا التفصيل على أهمية الوجود العربي والإسلامي في الغرب . وقد ظهر في العمل كيف أن عمل جماعات الضغط العربية لم يكن بالحجم المطلوب كون هذه الجماعات غير منظمة . وهو هدف سعى لإبرازه العمل , حاثا الهمم على تجاوز هذا الضعف .





قدم العمل على أكثر من شاشة عربية فقد عرض على الفضائية السورية والليبية وتلفزيون الدنيا والاوربيت وكذلك قناة الLBC.
وقد تابعه كما تقول الإحصاءات جمهور كبير , البعض منهم لخصوصية موضوعه وأهميته الدينية . وآخرون تابعوه لأجواء العمل فيه التي تتقاطع في بعضها مع الأجواء العالمية . وفريق ثالث تابعه لأنه يتابع أعمال نجدة أنزور مهما كانت .
الأخبار تشير أن عددا من المحطات العربية وقسم منها مشفر يهدف لعرض العمل خارج الموسم الرمضاني , كي يتيح للمتابع العربي إمكانية متابعة العمل بشكل أكثر هدوءا . ذلك ان المتابعة خلال الشهر المبارك صعبة المنال في ظل وجود العشرات من الخيارات متوازية العرض .
في كل الحالات انتهى الموسم الرمضاني , وقد تابع الناس الكثير من الأعمال العربية, السورية والمصرية والخليجية , البعض منها نجح وبعض آخر لا . وسقف العالم كان من بين هذه الأعمال التي عرضت وتابعه جمهوره . ويبقى لكل مبدع عربي خصوصية إبداعه ومكانته . والساحة مليئة بالتجارب التي يحتاجها الجمهور العربي على اتساعه .