المواطن كين



دمشق/ الناقد رافت شركس

إخراج اورسون ويلز عام 1941
البطولة : أورسون ويلز ، جوزيف كوتن ، دوروثي كومنجور ،
أجنبس مورهيد ، إيفريت سلون وراي كولنز .


ولد أورسون ويلز في السادس من أيار ( مايو ) 1915 في كينوشا – ويسكونسن في الولايات المتحدة الأمريكية وتوفي في العاشر من تشرين الأول ( أكتوبر ) 1985 في هوليوود – كاليفورنيا . تمتع أورسون ويلز في طفولته بمواهب عدة كالسحر وعزف البيانو والرسم . توفيت والدته وهو في التاسعة من عمره وكان قد جاب العالم برفقة والده . توفي والده وهو في الخامسة عشرة من عمره . تزوج عام 1934 واخرج أول أفلامه القصيرة في نفس العام . أول أفلامه الروائية الطويلة كان فيلم ( المواطن كين ) عام 1941 . أخرج أورسون ويلز ( 40 ) فيلما ومثل في أكثر من ( 115 ) فيلما وكتب ما يناهز الأربعين فيلما . رشح للأوسكار ( 11 ) مرة وناله مرة واحدة 1942 ككاتب أفضل سيناريو لفيلم
( المواطن كين ) .

يتناول الفيلم قصة صحفي يقوم بتحقيق عن حياة ناشر سابق لصحيفة نيويورك انكوايرر ومرشح سابق لعمدة ولاية نيويورك ومن أكثر شخصيات القرن العشرين نفوذا وثراء يدعى تشارلز فوستر كين .

قام أورسون ويلز بإخراج فيلمه الأول هذا وعمره ( 25 ) عاما ، لم يكن ويلز معروفا بين الأوساط السينمائية في حين كان له اسمه في الأوساط الإذاعية والمسرح، وبعد هذا الفيلم ذاع سيطه وأصبح واحدا من أهم المخرجين السينمائيين . في حقيقة الأمر لم يكتف ويلز بإخراج الفيلم بل أدى دور البطولة
وساهم في كتابة القصة والسيناريو وفوق كل هذا قام أيضا بإنتاجه . سبق للفيلم أن رشح لتسعة جوائز أوسكار لم ينل سوى واحدة منها وهي أوسكار أفضل سيناريو . في حين لم يسعفه الحظ بالفوز بأوسكار أفضل فيلم أو أفضل مخرج وقد أثار ذلك جدلا كبيرا بين الأوساط السينمائية . وقد اختلفت الآراء حول قيمة الفيلم التاريخية والفنية ولم يكتسب مكانته التي يستحق إلا بعد انقضاء سنوات وسنوات . تعرض الفيلم لهجوم عنيف من قبل أوساط عده واختلفت حوله الآراء كما سبق وتحدثنا وتعرض بالإضافة إلى كل ذلك إلى خسائر مالية كبيرة .
يعتبر ( المواطن كين ) واحدا من أكثر الأفلام الأمريكية إثارة للجدل وقدي أحيط تصير الفيلم بالتكتم والسرية الكاملة وذلك بسبب التشابه بين بطل الفيلم تشارلز فوستر كين والصحفي الناشر المشهور في حينه ويليام راندولف هيرست بحيث أعتبر الفيلم بأنه أول فيلم أمريكي يتناول شخصية أمريكية لا تزال على قيد الحياة بهذه الجرأة .

أعتبر قيام أورسون ويلز بإخراج الفيلم وهو في الخامسة والعشرين من عمره خروجا على تقاليد هوليوود السينمائية فويلز لم يكتف بإخراج الفيلم فحسب فقد ساهم في كتابة القصة والسيناريو ولعب دور البطولة وهو من أنتج الفيلم أيضا .
يعتبر كين رمزا للبطل الأمريكي من حيث القوة والإمكانيات وتناقضات الحياة الأمريكية في آن معا .

يتمتع فيلم ( المواطن كين ) بأهمية تاريخية خاصة وبقيمة فنية بالغة الأهمية بالإضافة إلى سويته الإنتاجية العالية المستوى . الفيلم يولد لدى المتلقي أجواء
من الكآبة والحيرة وهو ما سعى إليه أورسون ويلز من خلال حركة الكاميرا والسيناريو البالغ التعقيد والمبهم في كثير من الأحيان .

يعتبر فيلم ( المواطن كين ) دون شك واحدا من أعظم الأفلام الأمريكية التي حققتها هوليوود ، حصل أورسون ويلز على كل ما يريده في هذا الفيلم بالإضافة إلى سيطرته الكاملة عل كل تفاصيل إنتاج الفيلم بدءا من مشاركته في كتابة القصة والسيناريو مرورا بوضع ميزانية الفيلم وانتهاء باختيار الممثلين . لعب الماكياج دورا بالغ الأهمية في الفيلم بحيث أعتبر أفضل ماكياج عرفته السينما ،
فقد تمكن أورسون ويلز ابن الخامسة والعشرين من لعب دور كين الستيني العمر ومع قليل من الوزن الزائد . أمر آخر لابد من الإشارة إليه وهو مدى انخفاض الارتفاع في السقف في مواقع التصوير الداخلي والذي خلق بدوره جوا من الارتياب الذي غلف الفيلم . يقول روجر ايبرت انه وجد في فيلم (المواطن كين)
استخداما للمؤثرات الخاصة أكثر مما وجده في سلسلة أفلام ( حرب النجوم ) .
للرمزية تواجدها في الفيلم أيضا ويمكننا أن نأخذ مثلا واضحا على ذلك ، المشهد الذي يقوم من خلاله ( كين ) بتسليم إمبراطوريته ، يتوجه ( كين ) نحو النافذة التي تبدو للعين المجردة نافذة طبيعية الأبعاد ولكن مع اقترابه منها نرى كم هي
نافذة شاهقة الارتفاع بحيث يظهر ( كين ) كم هو صغير وضئيل ، فهو يقوم بتسليم إمبراطوريته ويضمحل ز كم هو مشهد رمزي بالغ الدلالة .