عز الدين شلح ..يدعواللاجئين الفلسطينيين لحملة وطنية لجمع بقايا الأرشيف السينمائي


أصبحت تائها قلقاً لا أعرف ماذا...؟ وكيف...؟ ولماذا...؟ وأين...؟
كأننا في دوامة، أتذكر ذاك الرجل المسن الذي ينادي من بعيد على صديقه المسن، يسأله أين أنت ذاهب... فأجابه الصديق إلى القدس... فرد عليه الرجل قائلاً اعتقدت بأنك ذاهب إلى القدس... فقال له الصديق لا لا أنا ذاهب إلى القدس!!!
كلاهما لا يسمع الآخر، ومشكلتنا الحقيقية، أن كل منا لا يريد أن يسمع الآخر، ولا يرغب في تحمل المسؤولية، أو ربما يحملها ولا يتحملها.
لقد فُقد الأرشيف السينمائي الفلسطيني عام 1982 أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، رغم أن الأفلام كانت تحفظ بطريقة لا يمكن للتفجيرات أن تزيل أي أثر نهائي للأرشيف، وهذا يدلل أن اختفائه ضمن الاجتياح لم يكن بشكل عشوائي، وعليه يجب تحميل المسؤولية للمنظمات الدولية وخاصة منظمة اليونسكو وذلك في إطار الحفاظ على تراث الشعوب.
شاءت الصدف أن يتم العثور على ما يقرب من خمسين فيلم في مخزن السفارة الفلسطينية في المملكة المغربية لأفلام مضى على إنتاجها ما يقرب الأربعين عاماً، لم نعرف بعد ما هو صالح منها للعرض وما هو معطل، لأنها لم تحفظ بطريقة صحيحة وما زلنا ننتظر أن يتم فحصها وتحويلها إلى سي دي، ولا نعرف كيف يمكن لجهة الاختصاص أن تسمع وتدرك أهمية هذه الأفلام، ولماذا يجب أن ننتظر؟ ربما إلى أن تتعطل الأفلام الصالحة للعرض؟!
أين الجهة الفلسطينية التي يجب أن تتحمل مسؤولية هذا التراث الذي أرخ بالصوت والصورة لنضالنا الفلسطيني وللممارسات الصهيونية ضد شعبنا لتبقى هذه الأفلام شاهدة على تهجير شعبنا المتمثل في عنوان قضيتنا.
ترددت لمن أوجه الدعوة للاجئين المشتتين في دول العالم، أو للسفراء الفلسطينيين الذين ربما تحتوي مخازنهم على نسخ من بقايا الأرشيف السينمائي، ولم تلفت انتباههم، ودون أدنى شك بان الحملة تحتاج إلى تكاثف الجهود للبحث ولجمع الأرشيف وتحويله إلى سي دي، وبذلك على الجميع أن يتحمل المسؤولية في البحث والاتصال بالسفارة الموجودة في الدولة التي يقيم فيها، للكشف عن بقايا نسخ من الأرشيف، مهما كانت نسبة الأفلام الموجودة، وتزويد جماعة السينما الفلسطينية التي بدأت تؤسس إلى إعادة جمع الأرشيف السينمائي الفلسطيني بالمعلومات، كما نود من المخرجين العرب الذين أخرجوا أفلاماً فلسطينية في الستينيات والسبعينيات أو ممن عملوا في الدوائر السينمائية التابعة لمنظمة التجرير الفلسطينية ويملكون بعض النسخ أن يتم الإعلان عنها لنتمكن من جمعها.
لتنطلق حملة البحث وجمع بقايا الأرشيف السينمائي الفلسطيني، ونثق بكل الفلسطينيين في الشتات بأنهم حريصون على تراثهم الوطني.