رأفت شركس يتحدث عن أسعد فضة ... والآفاق الرحبة


اسعد فضة من ضيوف مهرجان الإسكندرية السينمائي لهذا العام ، كرمته سوريا مؤخرا بوضع اسمه على احد مسارح اللاذقية ، شغل الاستاذ أسعد فضة منصب مدير المسرح القومي في وزارة الثقافة في الفترة ما بين 1966 و 1974 ومديرا للمسارح والموسيقى في وزارة الثقافة ما بين 1974 و2001 ونقيبا للفنانين في سورية في الفترة الممتدة من 1998 وحتى 2006 .
في جعبته أكثر من 60 مسلسلا وعدد كبير من التمثيليات وعشرة أفلام سينمائية وأربعون مسرحية مابين تمثيل وإخراج وسبق له أن كان مديرا لثلاثة مهرجانات فنية في وزارة الثقافة ( مهرجان دمشق المسرحي ، مهرجان بصرى ومهرجان المحبة ) ويعترف بأن تلك المناصب قد خفضت إنتاجه الفني بمقدار الثلث . إنه الفنان السوري الكبير أسعد فضة .
- كان سؤالي الأول له هل أنت نادم على المناصب التي أوكلت إليك ؟
منذ البدايات كان هناك رهان على أن ينجح مشروعنا الفني إن كان في المسرح أو السينما أو التلفزيون وقد نجح وهذا هو المهم .
- أنت من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة قسم التمثيل ، درست التمثيل على أيدي أساتذة معروفين حدثني عن تلك الفترة .
مصر بالنسبة لي هي بلدي الثاني فيها تفتحت زهرة شبابي وفيها تعلمت وفيها تعرفت
على أناس لن يتكرروا .
- أود لو تذكر لي بعض الأسماء ممن تعلمت التمثيل عل أيديهم .
أذكر منهم نبيل الألفي ، علي فهمي ، محمود مرسي ، محمد مندور ، كمال ياسين ،
أحمد البدوي وعبد الوارث عسر ( فن الإلقاء ) وغيرهم .
- من كان لهم أكبر الأثر عليك .
كل واحد منهم ترك في نفسي أثرا إبداعيا .
- حدثني عن العملاق محمود مرسي .
إنه الناسك ، الشفاف والصادق إلى أبعد الحدود . سأروي لك حادثة ليعرف الناس بعضا من صفات هذا الإنسان والأستاذ . عندما فكرت منظمة التحرير الفلسطينية
إنتاج مسلسل " عز الدين القسام " فكرت بأن يجسد شخصية القسام محمود مرسي
عندما ذهبوا إليه للإنفاق معه بعد أن كان قد قرأ السيناريو قال لهم أشعر أن هناك ممثل يقوم بالدور أفضل لأنه ابن البيئة وهو تلميذي وأعرف إمكانياته إنه أسعد فضة ، لم يقبل أن يلعب الدور ونصحهم أن يأخذوا بكلامه ويعتمدوا أسعد فضة وكان ذلك ولعبت الدور ومن شاهد المسلسل يعرف إلى أي مدى كان كلام هذا المعلم الكبير صحيحا وصادقا . تم عرض المسلسل عام 1982 علما أن سنة تخرجي كانت عام 1963 تخيل أنه يتذكر تلامذته حتى بعد انقضاء عشرات السنين .
- لنتحدث قليلا عن الدراما التلفزيونية ، ماهو الفارق بين الدراما المصرية والسورية .
لا فرق من حيث المفهوم الشامل للدراما ، إن أي دراما في أي بلد عربي تختلف عن مثيلاتها في البلدان العربية الأخرى بالرؤية والهدف الذي تنشده بالإضافة إلى حرية التعبير . أي دراما في أي بلد عربي تكمل مثيلاتها في البلدان العربية الأخرى بغض النظر عن الاختلاف في السوية الفنية .
- هل أنت مع كتابة المسلسلات التلفزيونية لنجم بعينه .
مثل هذا الأمر نادرا ما يحصل ، في الماضي كان ممكن لمثل ذلك أن يحصل بسبب أن الخيارات للممثلين كانت قليلة أما الآن فمن الصعب أن يقوم بذلك كاتب مستقل أو شركة إنتاج مستقلة لأن الخيارات أمامهم واسعة فإن كان النجم هو صاحب شركة الإنتاج وهو من يختار المخرج والكاتب عندها يكون العمل مفصلا له شخصيا . في رأي مثل هذا الأمر غير صحي وأنا لا أحبذ هذه الطريقة لأن التركيز مسبقا على شخصية محورية قد يضعف الدراما بعدم إعطاء الشخصيات الأخرى بعدها الحقيقي وعند التركيز على النجم في أي عمل فإننا نلاحظ ضعفا وخللا في النسيج الدرامي من الحلقة الأولى أو الثانية .
- أود أن تحدثني عن تجربة الفنان جمال سليمان في المسلسل المصري " حدائق الشيطان " الذي عرض في رمضان الماضي .
منذ زمن بعيد ونحن ننادي بتحقيق أعمال مشتركة ، طبعا هناك تجارب سابقة بعضها مر مرور الكرام وبعضها أجبر وسائل الإعلام على تسليط الأضواء عليها
- لماذا أجبرها .
أولا لجودة الاداء وثانيا لغرابة الشخصية وانتمائها إلى بيئة تختلف عن بيئة الفنان الذي يؤديها تماما كتجربة جمال سليمان في مسلسل " حدائق الشيطان " .
- إذا عرض عليك العمل في مسلسل مصري فهل لديك شروط معينة .
ليس لدي أية شروط إن كان عملا مصريا أو مصري ، الشرط الوحيد أن تكون الشخصية التي سأجسدها تحقق القبول لدي وأشعر أنها ستضيف إلى تجربتي الفنية .
- هل تلقيت أثناء تواجدك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير أي عروض للعمل هناك ؟
لقد عرض علي العمل في مسلسل بعنوان " الإمام الغزالي " تم الاتفاق من حيث المبدأ والعمل من إنتاج قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري .
- بما أنك حضرت وشاركت في الكثير من المهرجانات السينمائية العربية ومؤخرا ضيفا على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان دبي السينمائي ومن المساهمين في مهرجان دمشق السينمائي الدولي ن ماذا تعني لك هذه المهرجانات .
إنها تقدم للسينما العربية والعالمية أشياء كثيرة وبنفس الوقت تقدم للجمهور مختلف إبداعات الفن السابع . هذه المهرجانات تتشابه من حيث حرصها على استقطاب أفلام جيدة وإنتاجات وإبداعات جديدة . لقد لاحظت أن هذه المهرجانات تشترك في مشكلة واحدة وهي ضعف التمويل والميزانيات المخصصة ( باستثناء مهرجان دبي طبعا )
فلا بد من ميزانيات كبيرة من أجل إنجاح هذه المهرجانات السينمائية والتي هي خير سفير لأي بلد يقوم بتنظيمها وعلى القائمين على تلك المهرجانات والمعنيين بالشأن السينمائي أن يعملوا جاهدين لتحقيق سينما تواكب هذه المهرجانات .
- ماذا تعني لك السينما .
أرى فيها البعد السياسي للهوية الفنية للبلد الذي تنتمي إليه وهي تأتي في المقام الأول من حيث أولوياتي فهي تعيش زمنا طويلا وهي أكثر الوسائل تعبيرا عن الذاكرة الشعبية والوطنية والفنية . السينما تعكس حركة المجتمع بأكمله على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وبهذا المفهوم هي بعد هام في الهوية الفنية للبلد .
- ما هو طموح اسعد فضة .
طموحي هو أن أحافظ عل المستوى الذي وصلته .
- هل حققت كل ما تتمناه .
إطلاقا لا ... كنت أتمنى أن أوضع في مناخ فني خارج الإطار المحلي لشعوري بأنني أمتلك طاقات يمكن أن أوظفها في إطار عالمي . لي تجربة في هذا المجال فقد عملت في فيلم سينمائي إنتاج مشترك مع الإتحاد السوفياتي السابق وكان بعنوان " المؤامرة مستمرة " وكان دورا رئيسيا مع كبار الممثلين في جمهوريات الإتحاد السوفياتي ، كان ذلك في أواخر الثمانينات .

- ما الذي لا يعرفه عنك الناس .
الناس أصبحت تعرفني أكثر من معرفتي لنفسي وذلك بسبب كثرة الأعمال التي قدمتها واللقاءات التلفزيونية والصحفية والإذاعية .
- ماهو تقييمك للسينما السورية .
أولا ما يسجل إيجابا للسينما السورية أنها أثبتت في الساحة السينمائية العربية والعالمية أن هناك سينما سورية ، وذلك بفضل مبدعي هذه السينما في مجال الإخراج والتمثيل وكل ما يتعلق بالصناعة السينمائية . هناك ميزة في السينما السورية هو التصاق مواضيع الأفلام بمخرجيها بما يؤدي بشكل وآخر إلى سينما السيرة الذاتية ، وهذه الميزة أكسبت السينما السورية الصدق والمصداقية في الطرح ولا بد لهذه السينما من أن تخرج من هذا الإطار إلى آفاق أوسع وأعم وأشمل وأن لا تتوقف عند ذلك الحد .
- ماهو السبيل إلى النهوض بالسينما السورية كما حصل مع الدراما السورية .
أولا بدعم المؤسسة العامة للسينما ماديا ومعنويا باعتبارها الجهة الوحيدة في سورية التي يقع على عاتقها مهمة صناعة السينما وعلى المؤسسة أن توسع دائرة نشاطها لتشمل القطاع الخاص والتعاون معه في عملية الإنتاج وإيجاد حل لدور السينما في سورية .
- هل السينما العربية في أزمة ؟
لا يمكن إلا أن نعترف أن هناك أزمة فهي تعاني الكثير من العقبات التي تحد من فعاليتها ولا ضرورة للكلام عنها فهي معروفة بالنسبة للسينمائيين وعليهم أن يسعوا إلى تذليل تلك العقبات مع الجهات المعنية بغض النظر عن كونها حكومية أو غير حكومية وتبقى فوق كل تلك العقبات مشكلة التوزيع والتي تطفو على السطح باستمرار
- يتحدث الكثيرون عن المستوى الرديء الذي وصلت إليه السينما المصرية في السنوات الأخيرة باستثناء بعض الأفلام فهل توافق على ذلك .
مرت السينما المصرية بفترة صحية جدا بفضل العاملين في مجال السينما وبعد غياب هؤلاء بسبب الموت أو لأسباب أخرى ففرغت الساحة لنجد سينما لا تلبي الطموح دون المستوى المطلوب لكن بالرغم من ذلك نجد بعض الأسماء من المخرجين تحاول إخراج هذه السينما من أزمتها والملفت للنظر أن معظم هذه الأسماء من العنصر النسائي أمثال ايناس الد غيدي ، هالة خليل ، كاملة أبو ذكري وساندرا نشأت .
- لقد اختلفت مواصفات النجم في السينما المصرية عما كانت عليه في السابق ولاحظنا ذلك جليا في العشر سنوات الأخيرة ... ما رأيك بذلك .
هذا صحيح وهذا يعود إلى اعتماد السينما المصرية في بداياتها على الاقتباس عن الأفلام الأجنبية ومراعاة اختيار النجوم بما يتلاءم مع نجوم الأفلام الأجنبية ومع غياب الاقتباس رويدا رويدا وظهور قيمة جديدة في السينما المصرية كرست نجوما من نوع آخر ، نجوم يختارها الجمهور وليس المخرج أو شركة الإنتاج .
- ماذا تعني المرأة لك .
المرأة تعني لي كل شيء ، هي الكون بالنسبة لي ولا معنى للحياة من دونها ولا يكتمل هذا الكون إلا بالرجل فإذا كان أحدهم الماء فالآخر هو الهواء .
- من ناحية الشكل أهم ما يجذبك في المرأة .
قوامها الهارموني في تقاطيع جسدها بالإضافة إلى وجهها ومشيتها .
- هل من الممكن لرجل أن يحب أكثر من امرأة .
سؤال صعب .. يمكن للرجل أن يحب أكثر من امرأة بمعنى أن يحب صفات معينة بكل امرأة ومن أكبر الأخطاء عند الإنسان عندما ينشد الكمال فهذا يسبب الكثير من المتاعب فأنا لا أرى الإنسان جميلا دون أخطاء طبعا الأخطاء البسيطة وليست القاتلة .
- أكبر دور لعبته المرأة في حياة أسعد فضة .
كبح جماحي .
- ماذا يعني لك الحب .
هو إكسير الحياة ، فأنا لا أتصور أن هناك مساحة للحب في حياة الرجل أكبر من مساحة الحب للمرأة التي يعيش معها ، قد تكون زوجة وقد تكون أم أو أخت وقد تكون صديقة فالحياة هي التي تولد الحب .




رافت شركس