"ابن بابل" يفوز بجائزتين في مهرجان برلين السينمائي 2010


حصد فيلم ابن بابل جائزتين في مهرجان برلين السينمائي، حيث حصل على جائزة منظمة العفو الدولية، مناصفة بينه وبين فيلم "نفايات الأرض" للمخرج لوسي ووكر (المملكة المتحدة / البرازيل). وهذه الجائزة تأسست من أجل تحفيز وإثارة قضية حقوق الإنسان مع جمهور وصناع السينما، وتهدف إلى تشجيع السينمائيين في تناول تلك القضايا الإنسانية.
كما فاز بجائزة السلام الخامسة والعشرين، والتي مُنحت للمخرج محمد الدراجي في حفل كبير أقيم في أكاديمية الفنون في برلين. وقدم له الجائزة الكاتب الألماني الكبير كارولين إيميك.
"ابن بابل" تدور أحداثه في شمال العراق، عام 2003، بعد مرور ثلاثة أسابيع على سقوط صدام حسين، حول قصة أحمد الولد الكردي الذي يبلغ من العمر 12 عام- ويعيش مع جدته، التي تسمع أن بعض أسرى الحرب وجدوا أحياء في الجنوب، فتقرر أن تعرف مصير ابنها المفقود، والد أحمد، الذي لم يُعد إلى منزله قط منذ حرب الخليج عام 1991.
وطول الرحلة من جبال الشمال إلى أراضي بابل، كانا يستوقفا العربات ليركبوا مجانًا متطفلين على الأغراب، والتقوا بالكثير من الرحالة مثلهم، يقومون برحلات
مشابهة. فأخذ أحمد يتبع خطى منسية لأبٍ لم يعرفه قط محاولاً فهم ما تبحث عنه جدته، وأثناء الرحلة، ينمو الولد وينضج.
وقد جاءت الجوائز لتدعم إطلاق "حملة مفقودي العراق" التي يدعمها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ومعالي وزير حقوق الإنسان العراقي وجدان سالم ميخائيل، وتدعمها نشوة الرويني، الرئيس التنفيذي لشركة بيراميديا بالمشاركة مع شركة "هيومان فيلم" وشركة "عراق الرافدين" وهي حملة ذات الصلة بموضوع الفيلم.
وقد أشارت وزارة حقوق الإنسان العراقية أن هناك أكثر من 1.5 مليون شخص في عداد المفقودين على مدى السنوات الـ 40 الماضية، ومئات الآلاف من الجثث التي انتشلت من 300 مقبرة جماعية حتى الأن. وتزداد الأعداد مع إكتشاف المزيد من المقابر الجماعية، ويتغلب ذلك على الموارد المحدودة المتاحة لمنظمات الإغاثة في العراق. وتسعى حملة 'مفقودي العراق ' و'ابن بابل' لإيصال حجم الإبادة الجماعية، وسوف يبدأ الضغط من أجل توجيه الموارد في العراق وخارجه من المنظمات المهتمة بمثل هذه القضايا، لتمويل التكنولوجيا اللازمة للتعرف على الجثث بطريقة أكثر كفاءة.
وقد أعقب العرض الأوروبي لـ'ابن بابل' في برلين الأسبوع الماضي خطاب مسجل من قبل رئيس الوزراء العراقي دعماً للفيلم كما سلط الضوء على تأثير هذا الفيلم والحملة على الشعب العراقي، وحضر وزير حقوق الإنسان العراقي العرض الأول للمشاركة في المناقشات التي أعقبت العرض كما حضر سعادة علاء الهاشمي، السفير العراقي في ألمانيا والوفد المرافق له.
وقالت نشوة الرويني: هذا الفيلم في غاية الأهمية بالنسبة للشعب العراقي ونتمنى أن نستطيع من خلاله إظهار القضايا عميقة الجذور التي لا تزال قائمة في العراق للعالم، وسنواصل القيام بأكبر قدر ممكن في العمل من أجل الحصول على وسائل للعثور على هذه الأجساد التي فُقدت في مقابر جماعية، فالفيلم يعد رسالة واضحة للظلم الذي تعرض له الشعب العراقي، وقد جاءت مشاركة شركة بيراميديا في الانتاج من منظور إيماننا الكامل بالرسالة التي يتبناها الفيلم

الامارات العربية المتحده / محمد منير