"حديدان" والثرات المغربي


الدكتور بوشعيب المسعودي

سلسلة "حديدان" من تمثيل : كمال كاظمي، فاطمة وشاي، صلاح الدين بنموسى، محمد بن إبراهيم، صفية الزياني، سعاد الوزاني، ياسين أحجام، جواد السايع... وسيناريو وحوار إبراهيم علي بوبكدي وفاطمة علي بوبكدي وإخراج فاطمة علي بوبكدي

أغلب المغاربة يعرفون قصة "حديدان الحرامي" الشخصية التي حكى عنها المغاربة والتي كانت تمثل الشخص الماكر وذو الحيل الكثيرة. وقال عنه بعض الكتاب، انه "جحا" المغرب. و"ألحرامي" بلغة سرد الحكاة ليس من الحرام ولكن من الحيلة والمكر والخداع والذي لايقهر ولا يغلب على أمره، وكل "حصلة" يقع فيها إلا ويجد لها مخرجا وحلا من الحلول التي لا تخطر على بال أحد، ويكون هو الغالب في جميع الأحوال.

والسلسلة التي تعرض على الشاشة المغربية تجسد مجموعة من الحكايات والطرائف التي كتبت بسلاسة وبشجاعة وتعبر عن خيال واسع بازغ من الثرات الشعبي المتداول في المغرب وقد جسد إبراهيم بوبكدي وفاطمة بوبكدي شخصية "حديدان" كشخصية داهية وماكرة ولكن بريئة وساذجة وفي أكثر الأحيان حكيمة ومتميزة وغالبة لكل الأعداء والمتسلطين عليه.
و"حديدان" يستغل السخرية في الدفاع عن نفسه وعن ذويه ولكن وراء تلك السخرية عبارات ومعاني عميقة ذات حكمة عالية.

ولقد أعلنت فاطمة بوبكدي لعدة جرائد أنها ستظل تستوحي أفلامها من الثرات المغربي ومن الأساطير الشعبية ذلك المجال الخصب والغني والذي لم يحض باهتمام السينما والمخرجين المغاربة.

وكان الممثل كمال كاظمي، بجانب مجموعة كبيرة من الممثلين الأجلاء، بارعا في إتقانه وفي حركاته وهذا يدل على عمق الأداء وحسن الاختيار وتجربة الممثل المحنك المسرحية، التي وظفها أحسن توظيف في هذه السلسلة المستوحاة من تراثنا الشفهي. السلسلة الهزلية ولكنها تحوي بين طياتها مواضيع عملية مهمة ومواعظ وحكم كثيرة.