عباس النوري واولاد القيمرية


يصر الفنان النجم عباس النوري على تميز وتفرد مسلسله (أولاد القيمرية) فهو (موثق من حيث الزمان والمكان والأحداث موثقة في ملامحها العامة وليست بالتفاصيل) وقد بدئ تصوير هذا المسلسل منذ نحو الشهر وهو مؤلف من ستين حلقة ليعرض في جزأين على قناة الأوربت المنتجة الفعلية له. يقول النوري لـ«الوطن»: هذا المسلسل مشروع اقتراح بصري لرواية كتبتها عناد خالد وكتبت أنا والكاتب حافظ قرقوط السيناريو والحوار، ويتناول أوضاع بلاد الشام مع بدء إنشاء الخط الحجازي وقبل خرائط سايكس بيكو وهذا الاقتراح يتناول البنية الفوقية للدولة العثمانية آنذاك في ولاية الشام والتسلسل الهرمي للنظام الإداري بدءاً من الوالي وانتهاءً بأصغر موظف في (الحكمدارية) إضافة إلى (الباشوات) و(الأفندية) ومختلف الرتب التي كان معمولاً بها، من خلال حارة شعبية في حي القيمرية الدمشقي وعائلة (الفوال) التي تعمل في تجارة الأقمشة والنسيج،

تضم هذه العائلة أهم شخصيات المسلسل فالأخ الأكبر (أبو كامل) ويلعب دوره الفنان رفيق سبيعي وهو الشخصية المحورية التي تحرك أحداث العمل و(عبد الصمد) وهو شخص انفعالي و(زكرت) ويلعبه الفنان ناجي جبر (عبد الواحد) وهو رجل متدين ويلعبه الفنان فادي صبيح ثم (عبد الله) وهو بطل المسلسل ألعبه أنا وهو موظف في الحكمدارية ومتزوج من (قمر) وتلعب الفنانة أمل عرفة هذه الشخصية. ولفت النوري إلى أن اسم العائلة رمزي ولا يقصد به عائلة محددة فالأمر جاء بالمصادفة البحتة.
ويضيف: تدور أحداث المسلسل في خضم الفساد الذي كان موجوداً في إدارة الولاية وانعكاسات ذلك على المجتمع، حيث أصبح للفساد تقاليد ويتصدى عبد الله لهذه الظاهرة وبتأييد من الوالي فيتعرض لمضايقات وضغوط من جانب الباشاوات والرتب التي كانت تستفيد من هذا الفساد إلى أن يلقى مصيراً مأساوياً.
هذه هي الملامح العامة للجزء الأول وبعد ذلك يقفز العمل 15 سنة حيث يأتي ابن عبد الله وقد حمل رتبة عسكرية فيعيد الأمور إلى نصابها.
ولا ينكر النوري أن العمل يحمل إسقاطات على الواقع العربي الراهن.
وأبدى سعادة لتعاونه مع المخرج هيثم حقي المشرف العام على هذا العمل ومع مخرج المسلسل سيف الدين سبيعي الذي سبق أن تعاون معه في مسلسل (الحصرم الشامي) في العام الماضي وأثنى على أسلوبه وطريقته في العمل وقال: جربت العمل معه في مسلسل الحصرم الشامي وأعطى نتائج أكبر مما كنت أتوقع وقد تعدت العلاقة بيني وبينه حدود الثقة إلى حدود العلاقة الإبداعية فهو فنان يملك عقلاً مفتوحاً على كل الآراء ويقرأ بعناية وبهدوء وبدقة شديدة.
وتوقع النوري أن ينال هذا العمل متابعة واهتمام المشاهدين (أنا مرتاح لسير العمل وأستبشر خيراً وأتمنى على قناة الأوربت أن تعرضه على القنوات المفتوحة)، ويشارك في هذا العمل عدد كبير من نجوم الصف الأول في الدراما السورية.
فعلاوة على الفنانين الذين سبق ذكرهم يشارك الفنانون هاني الروماني وخالد تاجا وصالح الحايك وأيمن رضا ومكسيم خليل وشكران مرتجى ويلعب عدد من فناني مدينة حلب الجانب التركي المترجم ومنهم خليل حداد ومروان غريواتي وجوزيف ناشف.
ويجري تصوير جزء من هذا العمل في متحف حماة وبكاميرا ثانية بإدارة المخرج المنفذ تامر اسحق، الذي يعمل ضمن رؤية المخرج سيف الدين سبيعي ونفى النوري أن يكون سبيعي قد استوحى رؤيته الإخراجية لهذا العمل منه وقال: ليس معيباً أن يعمل المخرج ضمن رؤية المؤلف إذا آمن بها ولكن في هذا العمل فإن الرؤية هي ملك سيف سبيعي وحده. وعلى هامش تصوير العمل توقفنا مع الفنانة الكبيرة نبيلة النابلسي التي أكدت أنها سعيدة بالمشاركة في (أولاد القيمرية) بسبب (الطروحات الموجودة) في هذا العمل، وهي موثقة وتذهب باتجاه المصداقية..).
وتلعب النابلسي شخصية أم كامل الطيبة والحريصة على مصالح زوجها وأولادها.
وحول سلبيات وإيجابيات تصوير مسلسل من ستين حلقة اعتبرت النابلسي هذا الأمر متعباً وضاغطاً على الممثل الذي يصل إلى درجة الإرهاق وبنفس الوقت هو لمصلحة العمل فالممثل يبقى محافظاً على معايشته للشخصية فالفاصل الزمني بين الجزأين له محاذيره وقد يؤدي إلى فشل الجزء الثاني.
أما الفنانة سلافة عويشق التي تلعب دور (الخجا) التي تعلم الفتيات القرآن فترى أن إيجابيات تصوير الجزأين وبشكل متواصل يحافظ على إيقاع المسلسل فالممثل لا يخرج خارج الشخصية ويبقي على تماسه معها.


محمد أمين / جريدة الوطن