لمى طيارة .. خالد صالح نجم حقيقي حتى لو اختلفنا معه بالرأي


خالد صالح نجم مصري لمع اسمه في الأونة الأخيرة في مجالي السينما والتلفزيون، أجاد أدواره وأتقنها ، انتقاها أو انتقته فأحسن العمل فيها ، ولو أن دخوله إلى مجال التمثيل جاء متأخرا إلا أن هذا لم يمنع من سطوع نجمه وتربعه على قائمة النجوم العرب لأكثر من عام ، في زيارته الخاطفة إلي دمشق كان لمجلة أفروديت لقاء معه، وفي الوقت المتبقي لموعد طائرته أخذنا معه في رحلة الفن .

هل هي زيارتك الاولي لسوريا ؟
هذه أول زيارة لي لسوريا ، عندما كنت صغيرا كنت أضع صورا لأطفال سوريين ولبنانيين ، وأريهم لأصدقائي وأقول لهم هؤلاء أصحابي الذين يعيشون في سوريا ولبنان ، وكنت أتمنى أن أزورها فعلا .


في ندوة " اقرأ وارتق"التي شاركت فيها طرح عليك سؤال: هل ترى أن للفن دور مؤثر في رقي وتخلف المجتمع ؟ وأضيف عليك .. إلا ترى معي أن للفنان اليد العليا في التأثير على المشاهد ؟
الفن له أدوار متعددة ، أحيانا يقف الفن موقف الدفاع عن المجتمع ، وأحيانا يقف موقف الإشارة لخطأ ما في المجتمع ، وأحيانا يضع حلولا لبعض مشاكله ، وبالتالي أدواره متعددة ومختلفة ولكنه في الحقيقة جزء من الحياة ، ولو أردت لفني أن ينافس عالميا فأنا بالتالي سأكون محتاج لمجمع ينافس عالميا .. بمعنى عندما يكون المجتمع بخير يكون الفن بخير.
أنا معاكي إن للفنان اليد العليا في السيطرة على المجتمع ، وليس من المفروض أن نكرر مقولة "الجمهور عاوز كده " ، فكل أمر في الحياة محتاج لخطة ومحتاج لوقت لتنفيذها ، لا يمكن لأي فيلم أن يغير شيئا في المجتمع والناس ، كما لا يمكن بالتالي لأي قرار أو قانون أن يغير الناس ، لكن روح القانون كما واستقرار الفن وروح الفن هما اللذان يمكنهما التغيير في المجتمع .
أحيانا أفاجأ بنفسي في بعض الندوات التي أحضرها عن أفلامي أنني طوال الوقت أتحدث بالسياسة وأنا لا أحب هذا ، فليس من واجب كل فيلم أن يحمل قضية كما يحدث الآن في أفلام الموجة الجديدة لأن للفن دور ترفيهي وأنا أحترم هذا الدور الذي لم أقم به حتى الآن ، وأنا احترم فكرة أن الناس مكتئبه وتريد أن تدخل للسينما لكي تهدأ قليلا ولكن على ألا تكون هذه الأفلام من نوع الكوميديا المسفة، الفنان مطلوب منه أن ينمي المتلقي ، وعن نفسي لدي شخصيا مشكلة مع المتلقي الذي لعبنا فيه كثيرا وأعطيناه مواد زائفة ، وأكثر ما استغرب له هو شباك التذاكر غير الموضوعي فالفيلم يكون في اتجاه نازل والإيرادات في اتجاه صاعد وهذا طبعا شيء مربك .


في سن متأخرة اخترت ان تكون فنانا ، كيف فكرت بهذا وكيف كانت البداية ؟
بداية أنا لم أدرس التمثل أنا خريج كلية الحقوق ، ومن حوالي ست أو سبع سنوات جلست أنا وعائلتي وأخبرتهم أننا سنأخذ قرارا حاسما وإنني لا أجرؤ على أخذه لوحدي وإنما أريد أن اتدفىء بهم ، أحمد وعليا أولادي كانت لهم طلبات تنازلوا عنها في تلك الفترة إلى أن تتضح الأمور ، ساعدوني جدا وقد أعطيت لنفسي فرصة أربع شهور، خلالها أما ان أكون ممثلا وناجحا أو ان ارجع لمهنتي الأصلية في الحلويات الشرقية ، ذهبت لمسرح الهناجر في الأوبرا واشتغلت "منودراما "وفوجئت ان وزراه الثقافة قد اختارت العمل ليمثل وزارة الثقافة في المغرب ، فوجدت نفسي أمثل مصر فجاءتني ثقة كبيرة وخصوصا إنني حصلت على الذهبية ، بعد ذلك أخذتني المخرجة إنعام محمد علي لمسلسل "أم كلثوم " في دور مأمون الشناوي ، ثم جاء أول دور سينمائي لي وكان عبارة عن خمسة مشاهد في فيلم
" كرسي في الكلوب" ثم فيلم "عبد الناصر" للمخرج أنور قوادري من بطولة خالد الصاوي ، بعد هذا تتالت الأفلام من " النعامة والطاووس ، الى خلي الدماغ صاحي ، تيتو ، ملاكي الإسكندرية ...الخ"





برأيك فيلم مثل " هي فوضى" الم يحقق الموضوعية ؟واثبت ان الجمهور ليس بسيطا وانه يعرف الجيد من الرديء؟
لكي يخرج فيلم كفيلم" هي فوضى" كان هناك تعب شديد ، وهذا الفيلم هو مشروع ضخم وليس مجرد فيلم ، ولكنه عدل من شباك التذاكر بمعنى لو أعطيت الجمهور فيلما ذا قيمة، في النهاية الجمهور سيعطينني ثمن هذه القيمة ...
في الحقيقة المسألة مربكة... هل أوافق أن انزل بطريقة الشباك ؟و(لا أنزل الشباك بطريقتي أنا ) فيطلع الجمهور ؟ هذه هي المعضلة وهذا هو دور الفن ، كيف يستطيع الكاتب أن يكتب على ورق أبيض أفكارا جديدة تهم الجمهور ، وثانيا كيف يمكن للمخرج أن يتناول هذا الورق بشكل موضوعي أولا وبشكل تجاري يجلب الناس للفيلم ثانيا ، ومن ثم كيف أنا كممثل أقوم بأداء الشخصية دون أن أكون مجرد آلة شر تمشي على الأرض ، بل أن اجعل المتلقي يشعر بإنسانية الشخصية وان يتعاطف معها (وتصعب عليه في بعض الأحيان ويزعل منها بنفس الوقت) وهذا هو دور الفنان .


توليفة فيلم " هي فوضى؟"تأليفا وإخراجا وإنتاجا وتمثيلا هل بالإمكان أن تتكرر دائما بحيث يخرج لنا فيلم بهذه القوة والجرأة ؟
قبل فيلم " هي فوضى" بفترة صغيرة كان لي مشاركة في فيلم " عمارة يعقوبيان" ،وأنا أرى انه ليس من المطلوب أن أقدم فن جيد فقط وإنما مطلوب مني أن أتعامل مع الحياة بفن أيضا ، أن أتعامل مع احتياجات الناس بفن ، ففي نهاية هذا الفيلم كانت هناك جملة تقال .. أن هناك فساد بشكل أو بآخر، ثم فيلم " تيتو" وأيضا فيلم " ملاكي الإسكندرية" كانا يتطرقا للفساد ولكن بشكل آخر ، أنا سعيد بهذه الأفلام لأنها كانت توصلنا إلى النقطة ذاتها ولكن من اتجاهات مختلفة وبطرق متعددة ، فيلمي القادم " الريس عمر حرب" يتحدث عن المقامرة في حياة الإنسان ومتى على الإنسان أن يتخذ القرار وأهمية الوقت في اتخاذ القرار ، حتى هذا الفيلم وان كان لا يتحدث مباشرة عن قضية تحرير القدس ، إنما يتحدث عن قضية تحرير الإنسان نفسه وكيف يمكن له إذا وصل إلى مفترق طريق أن يختار حتى ولو جاء اختياره متأخرا، هذا الفيلم يمكن اعتباره فيلما سياسيا اجتماعيا ، كما لدي فيلم آخر اسمه " في عرض البحر" اسم الفيلم يحمل معنيين ، توسل للبحر والتواجد في منتصفه ، وهو يتطرق لموضوع خروج الناس من دولهم لدولة أخرى عبر البحر وكيف يتعرضون للغرق ، وهذه قضية تهم الناس كثيرا ..
أن المشروع الفني مشروع طويل العمر ولا استطيع أن أتعامل معه على انه بيعه وستنتهي ، إن النجاح أو الفشل في أي مشروع فني هو ما سيتبقى مني كإنسان بعد رحلتي الطويلة ، فمثلا لو سألت نفسي هل هدفي من الفن المال أم هدفي الشهرة ، سأكون "عبيطا" لان المشروع الفني بكلا الأحوال سيحقق لي الشهرة والمال ، ولكن ماذا بعد ذلك ؟ هناك الناس وعلاقتي بالناس وماذا سيبقى مني كفنان بعد عشرين أو ثلاثين سنه إذا ربنا أعطاني العمر ، هذا هو الرهان الحقيقي.


خالد صالح حجز في خانة الأدوار الشريرة الا تخاف على جماهيريتك من هذا ؟ولماذا يتم اختيارك لهذه الأدوار دائما علما ان الذي يتعرف عليك عن قرب يراك لا تشبه ابطال أعمالك ؟
أولا أنا تعودت في حياتي أن لا احصل على ما أريده دائما ، وان اقوم بالأشياء المفروضة علي بغض النظر عن رغبتي بها ، والآن أنا فنان ومهنتي تقتضي أن العب أو أؤدي ما فرض علي أكثر من أي شخص آخر في الحياة
ولكن علينا طرح السؤال التالي: هل يهمنا نحن كشعوب عربية أن نرى نماذج الخير؟ وهل هي موجودة ؟ وهل الشر كما كان سابقا ؟ تكون الإجابة طبعا لا ، فالشر أصبحت عيونه خضراء وشعره أصفر وجميل وراقي وشيك ، والناس البسيطة التي في الشارع تحتاج إلى أن تتعرف على الشر لأنهم يخدعون فيه وأصبح الموضوع لديهم غير مفهوم ، (سيبك بقى من خالد صالح وهوا عاوز ايه )وهذا طبعا يعتبر تنازل عن احتياجاتي الشخصية كممثل وآسف أن أقول هذا ، فأنا لدي الرغبة فعلا في أن أتنوع وإلا لماذا أنا ممثل أصلا ، أليس من اجل ان اخرج من ذاتي لأدخل في ذات وروح مئات الشخصيات ، وعندما أبقى في منطقة واحده فهذا ليس باختياري وإنما رغما عني ، سيرتي الذاتية كممثل تحتاج ايضا للتنوع ، ولكن اطرح على نفسي سؤالا دائما ؟ هل اكون متنوع ولا أخدم الجمهور ام ابقي في نفس المكان واكشف للجمهور امور بحاجة لإضاءة وهذه هي النقطة الحقيقية التي لا تجعلني اتخذ القرار .
اما بالنسبة للخوف فأنا اعتمد في هذا على وعي الجمهور ، وعيه بأن الفنان في اتجاه والشخصية التي يؤديها في اتجاه آخر، وعلى الاقل هناك مابين 10إلى15% من الممثل متحررة من الشخصية التي يؤديها ، انا أحاول ان اجعل الجمهور يكره تصرفات الشخصية لا ان يكرهني، ، وانا معاه أيضا في ان يكره الشخصية لا ان يكرهني ، كل هذا بحاجة لقليل من الوعي في طريقة توصيل الرسالة ، والحمد لله أنا أرى ان الجمهور استوعب الذي قدمته له على مدار كل الافلام . وفي الفترة القصيرة لي من العمل الفني استطعت ان أوجد علاقة ذهنية مع الجمهور وتأكد لي هذا من بعض الكوميديا الي كتبت لشخصية حاتم في فيلم " هي فوضى؟" والتي جعلت المتلقي يضحك للشخصية مع ان هذا لم يكن مطلوبا ، بما معناه ان المتلقي يقول لي (موافقين عليك يا خالد)


شخصية حاتم في فيلم " هي فوضى؟" بدا الشر فيها بطريقة مختلفة عن باقي ادوراك ، بحيث يخرج المشاهد من الفيلم وهو يشعر بتعاطف تجاه الشخصية ، كيف حدث هذا ؟
الفضل يرجع في هذا التنوع الذي تتحدثين عنه إلى يوسف شاهين الذي لديه القدرة العجيبة على توصيل المشاعر والأفكار التي لديه وبطريقة سهلة الى الممثل ، وأريد أن أقول لك بهذه المناسبة انه لا يوجد فرق بين ممثل وآخر من حيث الإمكانيات التمثيلية بل ان الفرق يكمن في طريقة تفكير ممثل وآخر في الشخصية وطريقة الدخول لها ، ويوسف شاهين قادر بحساسيته وخبرته ان يوصل ما يريده ، فليس المهم ان اظهر في الفيلم كرجل شرير فقط وإنما على المتلقي ان يدخل لأعماق هذا الشخصية وليعرف لماذا هو شرير وما هي ظروفه الاجتماعية التي تربى عليها ، فهو ظالم ومظلوم قاهر ومقهور ، وما هو المانع في ان يكون عاشق ولكن عشقه تحول الى عاهة داخله فلم يستطع الاستمرار بها فانتحر ، كل هذه المشاعر الموجودة في الشخصية لم اتعب في البحث عنها فهي موجودة أصلا على ورق ناصر عبد الرحمن المؤلف ، ويوسف شاهين ادارني انا شخصيا بوعي غير عادي وبالتالي التنوع بالشخصية يعود ليوسف شاهين وأيضا لخالد يوسف .

القرار الذي أصدره النقيب د. اشرف زكي والمتضمن تحديد عمل الفنانين العرب في القاهرة بعمل واح فقط في السنه ما هو رايك الشخصي به وانت ممثل ناجح؟و هل يمكن لأي ممثل عربي ان يأخذ فرصة ممثل مصري ناجح ؟
نظريا لا، عمليا طبعا ، د اشرف زكي تكلم وبصفته نقيب للفنانين عنده 2000 ممثل ويريد ان يحافظ على فرص عملهم ، اما بالنسبة لي شخصيا ففنانين مثل جمال سليمان و تيم حسن وسلاف فواخرجي أرحب بوجودهم ، ولكن لن أرحب بوجودهم لو ح يؤثروا على الممثلين المصريين ، ولكن أساسا أنا لا أرى غير التأثير الايجابي لأنه يخلق حالة من حالات التنافس الشريفة ما بين الممثلين ،أنا مثلا عندي مشروع عمل مع حاتم علي وأريد ان أتعامل معه كمخرج لان هذا التنوع يخلق ثراء .

نحن مع هذا القرار في جزء منه ، ولكن خطأ من في استجلاب فنانين لبنانيين من الدرجة العاشرة تسند لهم أعمال وبرامج تلفزيونية بينما من عمل لديكم من فنانين سوريين هم اكاديمين ومحترفين في بلدهم ؟
اعمل الآن في مسلسل ( بعد الفراق) مع هند صبري ، وهي ممثلة صاحبة كفاءة غير عادية وانا عملت معها سابقا ، الممثل الجيد ليس له جنسية ، انا مثلا ممكن ان آتي الى سوريا واعمل فورا فيلما او مسلسلا ولا اعتقد إنني ممكن ان أقابل بصد ولكن مع كل هذا الاحتضان الذي تم للفنانين السورين آلمني جدا ان اسمع كلاما لهم مع بداية نجاحهم وبداية انتشارهم في العالم العربي و اسمحي لي ان اقول هذا وبدون عنصرية ان الفنان يكتسب صفته الحقيقية وجماهيريته عندما ينزل الى مصر
ثم تابع .. وبعد ان ينزل الى مصر يعود منها ليقول انا وانا ........ اسمحي لي كلام مثل هذا غير مقبول وغير إنساني وغير منصف وغير موضوعي ، فتخيلي وانا المتحمس للفن السوري وللفنانين السوريين أصبحت أقول "لا والله عليهم ان يثبتوا أنفسهم بنفسهم عندهم وبعدين نشوف " .

قاطعته قائلة ، ما الذي يجعلك تقول هذا يا استاذ خالد ؟
لأنني رأيت ردود أفعال من السوريين، فعندما اسمع كلام على لسان فنان "انا طاير بيه " في مصر

كلاما؟؟؟......ومن هو هذا الفنان ؟
انه الفنان عباس النوري ..

انا لست هنا لاجيب عن الفنان عباس النوري الذي احترمه جدا ولكن على فرض هناك كلام قيل فربما كان ردا على الفنانيين السوريين الذين هرولوا كما يقول الصحفيون المصريون الى مصر وليس ردا على الفن والفنانين المصريين أنفسهم
فأجابني: أنا مثلا من أين كنت سأعرف عباس النوري لو لم يأت مسلسل " باب الحارة " الى مصر


ولكن عباس النوري لم يمثل أي عمل في مصر الى الآن ؟
ردا مؤكدا .. لو لم يعرض " باب الحارة "كيف كان سيعرف الشعب المصري عباس النوري ؟ ومن الذي صيت عباس النوري ،الشعب المصري 80 مليون (وكلهم قالوا ان عباس النوري ده فنان). .وتابع . سأعطيك مثالا لو انا حضرت الى سوريا وعملت بها 40 سنه كيف سيعرفني الجمهور المصري ؟


أجبته مستغربة ..ولكن " باب الحاره" لم يعرض على القنوات المصرية ، ثم ان الفضائيات جعلت الفن السوري والخليجي كما المصري ينتشر بنفس الدرجة ؟
رد مباشرة ، انا أحترم هذه الظرفية ولكن من الطرفين ، انا موافق جدا ان تنجحوا ...ثم فجأة قال : ممكن ان اطلب منك ان تذكري لي أسماء بعض الفنانين الكبار في سوريا

فذكرت له بعضا من هذه الأسماء.... ففاجئني بعدم معرفته أيا منهم ، فأخبرته ان المشكلة في مصر وليس في فنانينا وأعمالنا ، لان مصر بقيت ولسنوات طويلة متعصبة تجاه عرض أي عمل غير مصري
رد بحدة ....كيف تقولين هذا وأنا منذ كنت صغيرا كنت أشاهد أعمالا لدريد لحام

قاطعته قائلة الا ترى معي ان السبب كان لان بعض هذه الأعمال كانت مشتركة مع لبنان ومصر أحيانا ؟
فأجابني بإصرار.... ليس هذا هو السبب ، السبب هو أن دريد لحام فنان كوني خرج من جنسيته وهذا هو المطلوب من الفنان السوري الآن ، عليه أن يحس ويستشعر انه إنسان كوني (ويبطل يقول أنا وأنا وأنا )وبما انه فنان عليه ان يخرج من ذاتيته ونفسه ، والقليل من النجاح لا يمكن اعتباره سقفا للنجاح ، لان هذا بداية الطريق ، علينا ان نهدئ النبرة والإيقاع قليلا ومصر دائما ثرية بالفنانين العرب وتحبهم وتحترمهم وتفتح لهم أبوابها وتسعد بوجودهم ، ولكن حين اسمع في الندوة التي شاركت بها ومن احد الحضور ان روتانا ارتنا الفن المصري ، فأن أرد وأقول له ( ده وأنت بترضع وما بتعرفش تقول ماما وبابا كان الفن المصري فن اصيل وكبير جدا جدا") ، وفي المغرب منذ شهرين تقريبا احتفلنا بمئوية السينما المصرية احتفال غير عادي لماذ؟لانهم في المغرب يشعرون بالآخر ويعرفون على الأقل فرق الخبرات .

أستاذ خالد لا أحد ينكر أو حتى يستطيع أن ينسى هذا ، أما أن تسمع كلاما يؤثر فيك وبك من شخص غير مسؤول ولا يمثل الوسط الفني او الشارع فهذا لا يعني ابدا اننا جميعا في سوريا اعلاميين كنا او فنانيين او حتى اناس بسطاء ننكر هذا عليكم وبإمكانك ان تلمس هذا بدءا من رجل الشارع .
خذي مثلا ، في رمضان الفائت كان يعرض لي مسلسل" سلطان الغرام" ومع ذلك كنت أفضل أن أتابع " باب الحارة" عليه ، من خلاله تعرفت على سوريا ، وعرفت الحارة وطريقة كلام الناس ، ولكن عندما أتيت إلى سوريا وفي الندوة فوجئت برأي البعض " بباب الحارة" وكأنه ( هدمه وعاوزرين ترموها) ، كيف يمكن لعمل أن يكرم ويحتفى به بهذا الشكل وفي كل مكان وينجح ، وفي سوريا أجد من ينتقده بهذا الحده !! إن الذي يقف ضد نفسه متوقع منه أن يقف ضد الآخرين .


شكرنا وودعنا الأستاذ خالد صالح الذي هدأت اعصابه قليلا بعد لقاءنا ، وأنا لا ألومه على هذا ، فالفنان الذي وصل الي سوريا وكما سمعت من مستقبليه كان يقول شعرا فيها ، لا بد من سبب قوي جعله يشعر بهذا السوء وجعل إجاباته تكون بهذه الحدة و القسوة ، في النهاية خالد صالح نجم وله بصمته ، نحترمه حتى ولو اختلفنا معه بالرأي


مجلة أفروديت ورغبة منها في ازالة ما تبقى من ضوضاء حول حديث عباس النوري تورد مقطعا من الحديث الذي أجراه أحد الصحفيين المصريين مع عباس ونشر في جريدة الحياة بتاريخ 15/4/2008

عباس النوري ينفي ما نسب اليه من إساءة للفنانين المصريين قائلاً: «أنا لا أنكر تصريحاتي ولكن جزءاً كبيراً منها ظهر بصورة بشعة وتم تحريفه ولا يمت اليّ بصلة لا سيما في ما يخص الفنانين المصريين». مضيفاً: «أنا لا أجرؤ على الإساءة إلى الفن المصري وأمتلك شجاعة الاعتذار لو أخطأت».
ويشير النوري إلى ان مصر ليست في حاجة الى شهادة من أحد في الثقافة والفن. و «مصر، كتاريخ، أكبر ممن يعبرون عنها. ولو تحدثنا عن ريادتها أرى أنها في الوقت نفسه مسؤولية، وهي كالعراب بالنسبة لي... وفي الوقت نفسه سأظل أحاور وانتقد وأقول رأيي في الفن».
لمى طيارة / مجلة أفروديت