رافت شركس..والت ديزني .... عبقرية فنان


عندما قرر والت ديزني الشروع بفيلمه " فانتازيا " كان يدرك أنه أمام عمل ضخم سيستنزف منه المال والفكر والجهد . كان يدرك أنه سيقدم موسيقى بيتهوفن ، تشايكوفسكي وسترافنسكي إلى جمهور السينما المتباين في تفكيره وثقافته . كان يدرك أنه سيقدم خلاصة الموسيقى والثقافة العالمية إلى جمهور قد لا يستسيغ ما سيقدمه له .
أنجز ديزني فيلمه " فانتازيا " وعرض بنجاح كبير واعتبره كبار النقاد في حينه معجزة في أفلام الرسوم المتحركة وكان بمثابة مجد لوالت ديزني .
لقد لاقى الفيلم قبولا حسنا لدى الخاصة وأعجب به جمهور الطبقة المتوسطة في حين أن العامة ترددت بين الإعجاب وعدمه .
فيما يتعلق بالموسيقى العالمية التي احتواها الفيلم نجد عبقرية ديزني جلية فقد مزج القصة بالموعظة ودمجها بالأوان الساحرة وأطرها بالقالب الموسيقي الراقي ولأول مرة أعجب رجل الشارع العادي بموسيقى تشايكوفسكي ورسم البهجة على ملايين الوجوه التي لم تحضر في حياتها حفلا موسيقيا في دار للأوبرا والتي عادة ما يذهب إليها الخاصة من الناس . إنها بالتأكيد عبقرية فنان عرف كيف يلامس قلوب الناس من أطفال وشبان ورجال وكهول .
أثبت والت ديزني بفيلمه هذا أن جمهور السينما بمختلف ألوانه وأطيافه ومهما كان بسيطا فهو قادر على التمييز بين الفيلم الجيد والرديء .
لن ينسى العالم بالتأكيد فن والت ديزني لأنه عمل على أساس شعبية السينما وهذا هو سر مجده ولن يموت ميكي ماوس ودونالد داك وغيرها من شخصيات ديزني الخالدة التي عاشت ولا تزال تعيش في حياة الناس ومخيلتهم كما عاشت ولا تزال تعيش شخصيات الشاعر الإنكليزي الكبير ويليام شكسبير .
كان والت ديزني وقبل شروعه بإخراج إي فيلم من أفلامه يجتمع بمساعديه ويتبادل معهم الآراء والأفكار ولا يشرع في الإخراج إلا بعد أن يحصل على تأييد 90 % من مساعديه . كان محبا للرسم لدرجة أنه وهو في الخامسة من عمره كثيرا ما رسم قصص الأطفال على جدران منزل عائلته الريفي . ألتحق بمدرسة الرسم لكنه لم يكمل دراسته إذ عرضت عليه إحدى الصحف الأمريكية وظيفة رسام مقابل 50 دولار في الشهر .

كان يفكر كثيرا بالرسوم المتحركة في أوقات فراغه إلى أن تمكن من إخراج فيلمه الأول والذي فشل فشلا ذريعا وتلقى أقسى أنواع النقد وخسر 15 ألف دولار وكذاك وظيفته ومع ذلك لم ييأس فقام ببيع ممتلكاته واستدان كي يتمكن من السفر إلى
هوليوود حيث أخرج فيلمه الثاني الذي لم يكن أسعد حظا من فيلمه الأول .وبعد أشهر من البؤس والحرمان قام بإخراج فيلمه الثالث وقدم من خلاله بطله الخالد ميكي ماوس الذي كان بمثابة الانطلاقة الكبرى لأعمال والت ديزني .

رأفت شركس