نضال قوشحة .... الفن العربي يقتحم منصة التتويج العالمي

لقاء مع النجم عباس النوري


مسلسل الاجتياح ، يتحصل على ذهب جائزة إيمي ورلد العالمية
* تقديم لابد منه .

مع بدء غزوة همجية عدائية إسرائيلية جديدة على الحق العربي ، وحيث قاوم ذلك الحق في فلسطين إسرائيل في مخيم جنين واستطاع تلقينها خسائر عسكرية وبشرية كبيرة ، ولما كان هذا الحدث قد وثقه بالفن العربي مسلسل الاجتياح ، فإننا ننشر هذه المادة التي تخص هذا العمل ، الذي كرس صمود اهلنا في فلسطيين الجريحة .




** سينمائيا ، كان الحضور العربي العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي ، عندما حاز الفيلم الجزائري وقائع سنوات الجمر على جائزة السعفة الذهبية هناك ، وانتظر العرب ما يقارب الثلاثة عقود حتى يفعلها مخرج تونسي هذه المرة ويتحصل على الجائزة الرديفة تلفزيونيا ، في جائزة ايمي ورلد العالمية التي تمنحها الاكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية ، وينال مسلسل الاجتياح ذهبية المسلسلات الطويلة .بعد منافسة ساخنة مع 500 مسلسل من 16 دولة عالمية .
هذا الحدث غير مسبوق في تاريخ الدراما التلفزيونية العربية وقد احدث منذ تاريخ الاعلان عنه
عاصفة من الاهتمام العربي والعالمي .
كانت البداية مع الفنان عباس النوري الذي قدم شخصية بطل المسلسل ابو جندل . قال في معرض رده على أسئلتنا :
أشعر بسعادة غامرة بعد فوز مسلسل الاجتياح بهذه الجائزة ، وهي جائزة يستحقها العمل بكل تأكيد ، واتمنى من الجميع أن يحتفي بهذا النجاح العالمي الذي حققه .
هو وسام على صدر الفن العربي وهو تحدي فني له ، من المفروض أن يحفزه مزيد من العطاء .
كون الجائزة عالمية وتمنحها أهم اكاديمية لفون وعلوم التلفزيون في العالم ، على انني اعتبر ان الجائزة الكبرى للعمل ستاتي من الجمهور الذي أتمنى أن يشاهد العمل ويحكم عليه بنفسه .

• ما هي خصوصية هذا النجاح كما تراها ؟

** أعتقد أن الخصوصية الأهم التي حققها العمل هي أنه حمل فن وفكر ثقافة مهمشة عاميا إلى دائرة الحدث ، فالفن العربي والمضامين العربية غير موجودة بفعالية على خارطة المشهد العالمي ، على عكس الفريق الاخر ، لكن هذا العمل الذي يحمل هما عربيا قوميا ووطنيا ، قد وصل للقمة العالمية ، وتم تقيمه غيجابيا موضوعا وشكلا . وهذا برأي عمل هام جدا وانا اعتبره اهم خاصة في الانجاز الذي حققه الاجتياح .
ولكن للأسف ورغم هذا الحضور العالمي ، كان التجاهل العربي الرسمي له كبيرا ، فهو لم يعرض إلا على محطة واحدة هي وتهربت بوسائل شتى بقية المحطات العربية ، التي لم ترفض العمل ولم تقبله ، فكان موقفها هلاميا وغائما ، لذلك شخصيا أيقنت أن الابواب مسدودة في وجهه فاغلقت فمي .
علما أنني نبهت قبل ذلك لأهمية هذا العمل في الكثير من المنابر الصحفية ، وقلت انني قدمت في مسلسل الاجتياح شخصية أبو جندل المقاوم الفلسطيني ، وهي شخصية اهم بكثير من شخصية ابو عصام حكيم باب الحارة في جزئه الثاني ،
كنت أتمنى عرض المسلسل على معظم الشاشات العربية وخاصة التلفزيون السوري والقدس والفلسطيني ولكن الأمر لم يحدث للاسف . وكأن العمل منشور سياسي لايجب عرضه أو نشره .

• حفل العمل بجهد عربي مشترك، كيف تجد هذا ؟

** كان ذلك من أجمل ما حققه العمل ، فكاتب النص وليد سيف من فلسطين ، والاخراج من تونس أما الانتاج فمن الاردن وبطولة العمل كانت سورية ، نفذ العمل بكامله في سورية وقد قدمت الجهات الرسمية فيها خدمات هائلة ، خاصة الجيش الذي قدم مشكورا عتادا عسكريا ودبابات وطائرات وجنود وغير ذلك .
• كيف استطاع العمل من وجهة نظرك ان يحقق هذا الانجاز ؟

** ببساطة ، لأنه عمل صادق ، كان عملا بعيدا عن الأدلجة وبعيدا عن الشعارات الطنانة والرنانة ، شحنة الصدق هي العامل الحاسم عند الفنان الذي يريد ان يصنع فنا حقيقيا ، لحظة الصدق هذه هي مسؤولية وحذر ومستقبل حافل بالعمل الشاق .
هو ليس نجح وانتهى ، لابد لنا من استثمار هذا النجاح لتحقيق نجاح أهم وأكبر .

• هل ترى أن العمل سيكون نقطة انعطاف في تاريخ الدراما العربية ؟

** اتمنى أن يكون كذلك ، هو وخزة أو ومضة هائلة في مسيرة الفن العربي ، سيسجلها تاريخ الفن العربي لمدة طويلة ، وأرجو فعلا أن تكون نقطة انعطاف وتحدي للمبدعين العرب لتحقيق نجاحات تالية .

• شارك العمل في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون ، كيف تقيم هذه التجربة ؟

شارك العمل بالمهرجان منذ سنتين ، ولم يحظ بالنتائج المناسبة ، وواجه تجاهلا مريبا ، مما حما العديد من النقاد والصحفيين العرب داخل مصر وخارجها من الإعلان عن مدى استغرابهم من استبعاد العمل من منصة التتويج التي يستحقها .
يبدو أن المهرجانات العربية وليس القاهرة فحسب تعاني مما تعاني منه السلطات العربية ، وهي تعمل على نفس طريقة هذه الطريقة ، فكل عمل لابد له من سفارة داخل المهرجان حتى يحوز على الاهتمام المناسب وبالتالي الجائزة التي تفصل له .
لجان التكيم في المهرجانات العربية بروتوكولية ونتائجها كذلك ، تشوبها صفقات التسويات والتوصيات ، لأن أعضائها في الغالب غير مؤهلين .
الأمر الذي لانجده في المهرجانات العالمية التي تعتمد على خيارات لجان علمية مؤهلة تقيم الأعمال بدقة وحيادية ثم تدلي باحكامها . التي ستكون بالضرورة شهادة فنية وتاريخية على مجموعة هذه الاعمال .

• كيف كانت ردود الفعل على فوز العمل ؟

** في الوسط الفني كان الأمر أقل من عادي ، أما إعلاميا ، فالوضع أفضل بكثير ، أنا أشكر الإعلام العربي الذي اهتم بالحدث بشكل ممتاز ، فهو دخل في نشرات الاخبار الرسمية لعدد من المحطات ، كما اعدت عنه تقارير إخبارية متعددة .
سوريا لم تكن المتابعة التلفزيونية الرسمية وغير الرسمية على حجم الحدث .

• ماذا تقول للمحطات العربية التي عزفت عن عرض العمل ؟

** أتمنى عليها أن تشاهد العمل بشكل حقيقي ، ثم ان تحكم عليه ، وأن تتيح للجمهر العربي من خلال عرضها إياه ، فرصة مشاهدته للعمل الذي حقق هذه الجائزة العالمية .
• لو وجهت بطاقات شكر للعمل فمن سيكون صاحبها ؟

** سأوجه عدة بطاقات شكر ، الأولى ستكون حتما للمخرج شوقي الماجري ، الذي بذل جهدا كبيرا وخلاقا في العمل .
الثانية ستكون لفريق العمل كاملا ، الذي قدم معجزات حقيقية خلال فترة التصوير .
الثالثة لإدارة الانتاج ، الذي تعب جدا ودخل في دهاليز كثيرة حتى أنجز العمل .
الرابعة ستكون للمنتج ، لمبادرته واصراره على اتمام العمل رغم الصعوبا ت التي واجهته .
الخامسة ستكون للفريق التقني الذي كان الجندي المجهول ، والذي قدم أعمالا متميزة ظهرت نتائجها على الشاشة .

هذا عن الفنان النوري ، بطل العمل ، أما مخرجه شوقي الماجري ، فقد قال مجيبا على أسئلة سنوب :

• أنت سينمائي هجرت السينما إلى التلفزيون ، حدثنا عن ذلك أولا ؟

** لا اعتبر ذلك مشكلة ، بشرط أن يكون ذلك خيارا وليس هجرة مطلقة ، وذلك بدليل أنني أحضر الآن لفيلم سينمائي سانجزه هذا العام .
اضطررت للعمل في التلفزيون لأن فرص العمل في السينما قليلة ، فبعد الدراسة عدت لتونس ولم اعمل كما اتمنى ، فكان أن بدات الدراما السورية فورتها ، وطلب مني بترشيح من الصديق أيمن زيدان اخراج مسلسل تلفزيوني هو الجزء الثاني من أخوة التراب . فنفذته ، ثم تتالت الأعمال بعد ذلك .

• أنت تقيم وتعمل في سورية منذ سنوات ...... كيف تقيم هذه المرحلة ؟

** بكل وضوح وبعيدا عن المجاملات ، إن لم تكن تونس ، فدمشق ، هذه المدينة أعشقها ، ل فيها معارف وأصدقاء واحب العمل بها .

• كيف تعاملت كمخرج سينمائي مع الدراما التلفزيونية التي تعتمد على الحوار المطول وأحيانا الثرثرة ؟

** الموضوع متعب وصعب ، دائما أحذف حوارات أوأعدلها ، واحاول الاختصار بالصورة ، وكثيرا ما تواجهني مشاكل الانتاج في هذا الاتجاه . ولكن للامانة في الوقت الحالي بدا عدد من المنتجين يقدرون أهمية صناعة كادر بصري جميل في الدراما التلفزيونية ، ولم يعودوا يعترضون على بذل المزيد من المال في سبيل ذلك . لذلك صار الأمر افضل الآن .

• هل توقعت أن يفوز المسلسل بهذه الجائزة ؟

** عندما بدأنا بالعمل ، لم يكن الموضوع ببالي ، ولكن عندما رشحنا للجائزة واجتزنا عدة مراحل ، تيقنت انه سيحظى بتقدير هام ، لأنني متأكد من حجم الفنيات التي نفذ بها . وحرارة موضوعه ، وهذا ما حدث فعلا ، أنا سعيد جدا بهذه الجائزة وأنا أعتز به جدا ، وبكل فريق العمل الذي أنجزه . ولكنني آسف لأنه لم يجد طريق المناسب للعرض .

• شارك العمل في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون ، كيف تقيم هذه التجربة ؟

** شارك العمل في المهرجان ونال الجائزة الفضية للاخراج ، حقيقة لااعتبر أن تلك التجربة جيدة ، لأننا ندخل فيها في متاعات من يقيم من ، المصداقية غير موجودة في هذه المهرجانات ، وهذا ليس في مصلحة المهرجانات العربية ، لأن السوية الفنية التي من المفترض أن تكون هي المعيار الوحيد للتقيم بعيدة ، وتحل محلها اعتبارات بديلة لاأفهمها .
أؤكد ، ليست السوية الفنية هي المعيار ، بل ان هنالك تقييمات اخرى من المفترض ألا تكون موجودة .
لم يشاهد العمل في مهرجان القاهرة على النحو الذي يسمح بتقيمه جيدا ، على عكس ما حدث في جائزة ايمي التي امتلكت هذه الحرفية وبالتالي وصلت إلى نتائج اعتز بها جدا .

• هل تفكر بالجائزة وأنت تعمل ؟

** أبدا ، يكون جهدي كله منصبا على العمل الذي أقوم به