خريبكة ...عاصمة السينما الافريقية


الدكتور الحبيب ناصري

على مدار ثمانية ايام /من 18 يوليوز الى 25من نفس الشهر/ ستعيش مدينة خريبكة التي تعرف بالفوسفاط والرما - من خلال المدن والقبائل المجاورة لها كوادي زم وبجعد والسماعلة .....- وكرة القدم /لوصيكا/والسينما الافريقية والوثائقية والهجرة بنوعيها القانونية والسرية ....حدثا متميزا ....

حيث ستحط رحال السينما الافريقية على ارض خريبكة التي تنتمي جغرافيا الى ما يسمى بهضبة الفوسفاط والمتموقعة بالقرب من مدينة البيضاء حوالي 120كلم ....خريبكة التي تحضر في فن العيطة باشكال متعددة منها/ خريبكة ما نخطاك حتى نموت حداك/....خريبكة التي تقول بعض الحكايات ان سبب تسميتها بهذا الاسم راجع الى تسمية تركيبية بين اخ وريبكة اي اخ احد المعمرين وهو ريبكة مما اعطانا تسمية خريبكة ...وهناك حكايات اخرى مفسرة لتسمية خريبكة ....ما يهمنا هنا هو تقريب المدينة الى القراء الكرام ....تقريبهم لهذه المدينة التي ولدت من رحم المعمر لحظة اكتشافه للفوسفاط
....ولعل ادريس الخوري الكاتب المغربي في لحظة تكريمه هنا بخريبكة قد اشتق تسمية المدينة بمدينة الغبار ...انطلاقا من مادتها الفوسفاطية .....خريبكة المعروفة اقتصاديا بالفوسفاط هي اليوم تحاول الا تبقى اسيرة هذا التعريف الاقتصادي وحده بل هي اليوم تحاول ان تجد مكانتها الطبيعية داخل الرقعة الثقافية الوطنية والقارية .....انطلاقا من عشقها للصورة ....الصورة كمطلب حداثي /ثقافي به نقيس مدى رغبة اهل المدينة والمشرفين على شانها العام في التطور والرقي......خريبكة اليوم تسير وفق نمط عمراني حديث اصبحت تمتلك محطة قطار عصرية وحديثة مع رفضنا التام لكون
القاعة /القديمة هدمت اذ كان من اللازم الحفاظ عليها لانها بنيت خلال فترة الاستعمار الفرنسي ....بل كان من الممكن تحويلها الى قاعة /متحف ....لكن /اللي عطاه الله عطاه/....خريبكة تتوسع حاليا بشكل عمراني سريع ....احياء عديدة وجديدة وحركية تجارية نامية ومهمة وواعدة بخلق العديد من فرص الاستقراروالشغل .....خريبكة المعروفة باستهلاك اللحوم الحمراء وبولفاف .....خريبكة التي اصبحت اليوم تنتمي الى المدن المغربية الجامعية هي في امس الحاجة اليوم الى معهد موسيقي دون نكران جميل مدرسة زرياب وما قام به الفنان والموسيقي غريب من مجهودات جبارة من اجل تعليم
الكبار والصغار معا ....وهي بحاجة ايضا الى محطة الحافلات على غرار محطة القطار لان المحطة الحالية تجاوزها الزمن غير المحترم في العديد من رحلاتها ....اي محطة حديثة ونظيفة يكون فيها معيار احترام الزمن هو المعيار المهيمن ....كما لا زالت المدينة في حاجة الى شبكة النقل الحضري بطريقة متطورة وعصرية ....خريبكة مدينة دافع عنها اهلها وكتابها المسرحيون والنقاد والمثقفون والرياضيون واطرها العالية وكافة الفئات المحبة للمدينة والتي اكتوت بحبها والرغبة في البقاء على ارضها .....خريبكة ايضا هي اليوم في امس الحاجة الى مرافق ثقافية اخرى بجانب تلك
الموجودة حاليا .....فالمدينة لها مركب ثقافي مهم ةجدا ينبغي تشغيله ثقافيا وفنيا واجتماعيا ....اولا..... ثم تشغيله سياسيا ثانيا .....خريبكة نص ثقافي واجتماعي عناصره المحركة له احيانا تتخاصم وميزتها الاساسية انها تتصالح في اقرب وقت ممكن على هامش احتساء كاس شاي منعنع بمقاهيها المتعددة والتي سميت بالعديد من الاسماء الايطالية /لاحظ دور الهجرة في صياغة ما هو تجاري/....خريبكة الان تحاول ان تجد لنفسها موقعا داخل خريطة المهرجانات المغربية والعربية والافريقية والعالمية ......فكانت السينما الافريقية التي قطعت رحلة شاقة وعسيرة وصعبة ولولا بعض
الاسماء الجمعوية والوطنية بالاضافة الى بعض المسؤولين الاقليميين ....لدخل مهرجان السينما الافريقية خبر كان ....ولكن ها هو المهرجان يترسخ ويتطور خصوصا وقد تحول الى فعل الماسسة ....وعلى راسه قيدوم السينما المغربية السيد نورالدين الصايل ....باعتباره احد مؤسسيه ...اه فعل من شانه ان يعطي للمهرجان دفعة قوية الى الامام ....

الدكتور الحبيب ناصري/ناقد وباحث