مراكش في باريس


الدكتور بوشعيب المسعودي باريس 2009.11.29

طبطب وليد الابن الأصغر على كتفي مشيرا إلى علامة إشهار تحمل ملصق الإعلان عن الدورة التاسعة للفيلم بمدينة مراكش الحمراء بالمغرب الحبيب فقد فرح الابن برأيته لفعاليات المهرجان تعلن في أجمل شارع في مدينة الأنوار شارع "شان إليزيه" المضاء والجذاب بمناسبة حلول العام الجديد.

رأيت مجموعة من المغاربة يشاورون ويتشاورون أمام المجسم الذي يحمل اللافتة فرحين ووجوههم مستبشرة.
فالمغربي كحالي يغمره السرور عندما تحصل بلاده على انتصارات في بلدان أخرى، وليس الانتصارات فحسب بل المشاركة الجادة والفعالة في تظاهرات علمية، فنية، ثقافية ورياضية.

فقد غمرني إحساس ملئه الدفء والفرح عند رؤيتي للعمود الإشهاري وأنا المحب والمولوع بالسينما.
فالإعلام والإشهار والمشاركة في التظاهرات العالمية وخاصة في الأعمال الجادة والتي تصب في الاتجاهات الثقافية والفنية والرياضية والعلمية تعطي صورة مرحبة للمغرب.

فكمثال الأطباء المغاربة المشاركون في المؤتمرات العلمية كأمراض الروماتيزم والقلب والجلد وغيرها... فهناك بحث جاد عن المعرفة وعن الجديد في ميادين خاصة تدفع للمشاركة في هذه المؤتمرات العلمية، فلا ننسى أن المغرب يحتضن طاقات علمية مهمة تشارك بأبحاث متطورة يصفق لها الأجانب وتجيب عن أسئلة طرحها علماء الغرب.

والسينما لها دورها المباشر وغير المباشر في التعريف ببلادنا، بقيمه وتجاربه وأعماله وبسياحته...
ومثال ذلك المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة يعرف ويهتم بالفيلم الوثائقي المهمش غالبا لأنه عكس الفيلم الروائي ذا إثارة وذا أبطال يقومون بالترويج وبالتعريف بالفيلم، أما الفيلم الوثائقي فجدية العمل وتقنيته وأهمية موضوعه هم الذين يزكون العمل أو يؤدون إلى عدم نجاحه. فخصائص الفيلم الوثائقي مهمة وواجب جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة التعريف بها عبر الندوات وعبر دورات المهرجان السنوية وتقديم أفلام وثائقية في مرافق عمومية وتعليمية لمحبي الأفلام الوثائقية وهم كثيرون في مدينة خريبكة وفي المغرب وفي العالم اجمع.

فالدورة الأولى للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة (المغرب) دليل على ذلك. فمدينة خريبكة أصبحت معروفة عند العديد من المهتمين بالسينما وبالفيلم الوثائقي في العالم فقد شارك 10 دول من إفريقيا وأروبا واسيا.
ولازال المشاركون يذكرون المدينة وكرم أهلها ومحبتهم للأشقاء الزائرين من المغرب ومن خارج المغرب الذين أصبحوا أصدقاء.
واعترافا بالجميل وبمشروعية جمعية المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة فقد شارك الدكتور الحبيب ناصري رئيس الجمعية في الدورة للمهرجان الدولي للفيلم بدمشق سوريا.

وهذا يثبت عالمية لغة السينما. ففي مهرجان السينما بمراكش تشارك 15 دولة: مصر، الاوروكواي، الدنمارك، ماليزيا، المكسيك، هولاندا، فرنسا، كدجيكستان، ايطاليا، بلجيكا، اسبانيا، اليابان، كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب. ويحتفي بالسينما الكورية الجنوبية.
ويعمل دائما على شعار التنوع الثقافي العالمي في خدمة الثقافة السينمائية.
وللمهرجان شهرة عالمية وحرفية عالية ومبلغ مالي ضخم.
ونتمنى أن تكون المواضيع والأفلام المختارة مهمة ومميزة لمحبي السينما بصفة عامة وللمراكشيين بصفة خاصة وان تكون جودة الثقافة السينمائية اكبر من جودة الدعاية للمهرجان.