عباس كيروستامي واللغة الفارسية




اسدل الستار مؤخرا على فعاليات مهرجان مراكش الدولي بتتويج الفلم المكسيكي بالنجمة الذهبية .
لكن ما تبقى راسخا في ذهني الالتصاق القوي للمخرج الايراني عباس كيروستامي بلغته الفارسية على مدار كل تدخلاته فوق الخشبة الكبرى لقاعة قصر المؤتمرات بمراكش امام من يتنصل منذ الوهلة الاولى للغته الاصلية حالة مخرجي فيلم( الرجل الذي باع العالم )ابناء المخرج المغربي حكيم نوري

اذ فرضا التحدث باللغة الفرنسية او الانجليزية لبعض وسائل الاعلام وغيرهم من بعض المخرجين الذين لم يعد من الممكن وباستطاعتهم التحدث بلسان عربي ....الرجل/ المخرج الايراني عباس كيروستامي الاتي الى السينما من مرجعيات ثقافية ايرانية انسانية كبرى يعي جيدا ما معنى ان يبقى المرء وفيا لخصوصياته الثقافية في مهرجان دولي تختلط فيه الالسن وكل امكانات الترجمة متوفرة ....انها المفارقة الكبيرة بين من يدير الة السينما وهو متشبع بكل مكوناته الثقافية الكبرى وبين من يتلاهث على وسائل الاعلام ليشحد لسانه بلغات الغير وكانه يريد القول لاهل لسان الغير انظروا ها ان اتحدث بلغتكم لست منهم ....لست من قومهم .عجيب امر البعض الذي يريد ان يتنصل من كل مكونات هويته الا من لغة واحدة وهي لغة البحث عن المال العام هنا يؤكدون هويتهم في كل الوثائق الموقعة.... لكن مجرد ما يتم التمكن من هذا المال العام هنا يتم التنصل لكل شئ لنقلها عاليا وبصوت مرتفع لسنا ضد اللغات الاجنبية انها ضرورة ثقافية بل نحن مع كل انفتاح ثقافي انساني نافع لكن مع التمسك بكل المكونات الثقافية الكبرى التي تنص كل الوثائق التربوية والدستورية والقانونية والادارية ....عليها ان يرفض المرء التكلم بلغته الاصلية ولوسائل اعلام وطنية عربية هي الاهانة لعمري بعينها اننا مع رفض كل اشكال التطرف وكل اشكال الاصوليات المنغلقة لكن ان نتنصل لكل شئ يحيلنا على مرجعياتنا الثقافية الكبرى فهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا ...ولا نختم الا بانحناءة اجلال واحترام لعباس كيروستامي المتشبع والى حد النخاع بمكوناته الثقافية الايرانية .
د.الحبيب ناصري