مراكش ...ساحة جامع الفناء فضاء سينمائي مفتوح


ساحة جامع الفناء الفضاء الشعبي المفتوح العاكس لمراحل تاريخية متعددة قطعها هذا الفضاء المراكشي المغربي المتميز بحكي الحكايات ليلا وعزف العديد من اشكال الغناء الامازيغي والشعبي العربي والغناء الموسيقي العربي الاصيل وكل اشكال الفرجة الكوميدية ... جامع الفناء فضاء تاسس ضمن ابعاد تاريخية صوفية قديمة هو الان لا زال يقاوم عنف الزمن والحداثة بكل اشكالها وانواعها ...جامع الفناء حكاية طويلة مع التاريخ وكل اشكال التحول السوسيولوجي والاقتصادي ...هذا الفضاء يعرف على هامش الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم عرض مجموعة من الافلام من اجل تقريب السينما لكل الزائرين لهذه الساحة وقراءة في الافلام المبرمجة من اجل العرض هنا بهذه الساحة الشعبية الموجودة في عمق الامكنة التاريخية القديمة بمراكش يعكس رغبة الجهات المنظمة في تقريب مادة السينما الى العديد من الفئات الشعبية وغيرها بحكم ان ساحة جامع الفناء اليوم هي محطة تاريخية شعبية تزورها العديد من الفئات المغربية والعربية والاجنبية ...اي كل الفئات الباحثة عن متعة الحكي والاستماع الى الموسيقى بكل اشكالها وفرجة الضحك الشعبي ....هذه الساحة برمجت فيها افلام من قبيل علي زاوا فيلم غاندي وفيلم رذاذ الشعر وفيلم المقاتل الشرس وهو من كوريا الجنوبية البلد الضيف في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ...افلام خارج المسابقة الرسمية الغاية منها اعطاء البعد الشعبي للسينما في زمن تتهاوى فيه القاعات السينمائية وتحول الى عمارات من اجل الربح المادي مما يجعل سؤال القاعات السينمائية سؤالا مقلقا للجميع مما استوجب معه التفكير الجدي والعلمي والثقافي من اجل ارجاع الناس الى السينما ضمن طقوس ثقافية واجتماعية ولنسانية دالة وعميقة

مراكش/ الدكتور الحبيب ناصري