د. نانسي ابراهيم تكتب بين نزار الشعر،ونزار السرد

"تلومني الدنيا إذا أحببتهُ..

كأنني أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ..

كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ..

كأنني أنا التي للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ..

وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ..

وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..

كأنني أنا التي ..

كالقمرِ الجميلِ في السماءِ قد علّقتُه..

تلومُني الدنيا إذا..

سمّيتُ منْ أحبُّ أو ذكرتُهُ..

كأنني أنا الهوى..

وأمُّهُ.. وأختُه"ُ..


(حبلى ) !!

"ليراتك الخمسون ..

تضحكني

لمن النقود.. لمن؟؟

لتجهضني؟

لتخيط لي كفني..

هذا إذنْ ثَمَني؟

ثمنُ الوفا يا بُؤرَةَ العَفَنِ..

أنا لم أجِئْْكَ لمالِكَ النَتِنِ..

"شُكْراً.."

سأُسقِطُ ذلك الحَمْلاَ

أنا لا أُريدُ له أباً نَذْلا "..

#نزاااااااااااار

" كم أحبك وكم تزداد بُعدًا في هذه الدنيا الظالمة. شيء ما يقودني نحوك بشكل أعمى 

كلما اتخذت قرارًا بتركك وبعدم الحديث معك نهائيًا. أريد بالفعل أن أرتاح منك وأن
 تتخلص منّي نهائيًا لكي نعرف كيف نعيش. ماذا فعلت لي؟ ما سرك؟ ماذا أكلتُ من
 يدك أو من جسدك أو من روحك؟ أشتهيك إذ أتركك. أخاف عليك من حماقاتي 
وارتباكاتي وأنا معك. لا أعرف لماذا أفتح أبواب الكوابيس والأحلام وأفتش عنك في 
أكثر الزوايا ظلمة علّني أجدك وأوشوش في أذنك: أحبك.” ..
"موجوعةٌ أنا بك أيها المجنون الذي لَا تستطيع امرأة فهمه مثلي !

أما زلتَ تتلقى رسائلي بشوقٍ كما كنت تفعل دائماً ؟ . 

العادة قاتلة ومع ذلك، نحن أحيانا في حاجة ماسة إليها ..

في حاجةٍ لِأن أمارس معك أبسط الْأشياء اليومية . .
 

كأن أقول لك : "صباح الخير" . . .!

#واسيني_الأعرج ..

لم أطلق على "واسيني الأعرج" لقب نزار السرد اعتباطا؛فأغلب من يقرأ نصوصه 
يشعر بثمة اقتراب بين روح لغة الكتابة وأسلوبيتها لدى كل منهما..يقول بوفون "إن 
الأسلوب هو الرجل نفسه" ؛لذا نستطيع -بكل يسر- أن ننسب كتابة بعينها لروح كاتب 
بعينه بما يشبه البصمة،ونعتبره رائدا لمدرسة أسلوبية تضم من يتبعون سنته كتابيا- 
بوعي أو بغير وعي-، لذا نجد الكثير وقد ألحق "فاروق جويدة" بنزار شعرا ولغة، أما 
كوننا نجد ساردا يقترب من جوهر الشعر ولغته، بل يقترب من روح شاعر بعينه، 

فتلك المقاربة قد تكون جديدة إلى حد كبير يدعمها مبدأ تداخل الأجناس الأدبية وتوحد 

بعض سبل المنابع الشخصية والثقافية..


-في لقاء تليفزيوني- كان لي شرف الاستضافة به على قناة النيل الثقافية في ذكرى 
رحيل نزار قباني- تحدثت عن شعرية نزار وحياته، وقد دار جدل حول عدة نقاط منها 
:-
-اقتراب شعرية نزار من شعرية (عمر بن أبي ربيعة)ووضع المرأة لدى كل منهما..

والحقيقة أن ثمة اختلاف بين من يمتدح ذاته من خلال المرأة ك (عمر)-مع تفرده 
شخصا وإبداعا- أو من يمتدحها ويصف مفاتنها روحا وجسدا كأغلب الشعراء سواء 
أكانوا ينتمون لبني عذرة ( العذريين) أو حتى ممن يصفون مفاتنها الجسدية من جهة، 
وبين من يجيد التحدث بلسان حالها من جهة أخرى؛فنزار لم يضحض حق المرأة أو 
يهينها بوصفه لها- كما هو شائع-فهو طفلها المدلل الذي يخاطبها دوما من موضع 
الراجي والمتوسل مخاطبا إياها بالملكة أو الأميرة أو السيدة.

-أما العلامة الفارقة في شاعر المرأة أو كاتب المرأة- من وجهة نظري المتواضعة- 
،فتكمن في ذلك الشاعر أو الكاتب الذي يستطيع التحدث بلسانها؛
سيكولوجيا،وسيسيولوجيا، بل يصل الأمر للتعبير عنها فسيولوجيا- كما فعل نزار 
بقصيدته"حبلى" على سبيل المثال لا الحصر-.

وتلك النقطة تحديدا هي نقطة التماس بين روح الكتابة لدى كل من 

(نزار قباني)..و(واسيني الأعرج ) ؛ حيث استطاع كل منهما التحدث بلسان حال المرأة
 على كافة المستويات الأيديولوجية، بل 
أرى أن بإمكاننا النظر إلي نصوصهما في 
إطار الكتابة النسوية -مع بيان الفارق- 
وهذا السبب كان كفيلا لأن يحدث نوعا من
 الجذب الأنثوي نحو شخصية وأسلوبية كل منهما فيما يخص جدلية الرجل 
والمرأة،حيث لا ينكر أحدهما طفولته ،ضعفه، بل هشاشته أمامها مع الاحتفاظ بطابع 
الفارس النبيل الذي تحلم به..
وعند الاقتراب من الحياة الشخصية لكل منهما نلحظ أن هناك عوامل قد أدت إلى امتداد 
تأثير المرأة على حياتهما بصورة أثرت بشكل غير مباشر على كتابتيهما؛ فقد انتحرت
 "وصال" أخت نزار قباني حبا،بعد إخفاقها في الزواج من حبيبها الذي أذاع نزار أن 
السبب كان رفض الأهل، بينما صرحت " كوليت خوري "بأن السبب كان زواجه من
 أخرى ،وأيا كان السبب،فقد كان السبب مقتربا من رحيل "زليخا" الأخت الأقرب 
لواسيني، كما أن ظروف اقتراب العنصر الأنثوي في تربيتيهما، وتحمل مسؤولية 
غياب الأب عظيم الأثر في هذا الاقتراب الملحوظ من أغوار نفسية المرأة والتعبير عنها كما هي أو كما تحب لنفسها،ولرجلها المنشود.

وقد كان الأثر نفسه متوفرا-بالطبع-لدى "إحسان عبد القدوس "بصورة مشابهة وغيره
 من حاملي لواء الحس الأنثوي كتابة ولغة.
إن جدلية الرجل والمرأة تجذب القاريء بصورة تشبه جدلية الحياة المتأرجحة دوما بين 
نقيضين؛(ألم/ وفرح،حياة/وموت،بعد،ووصل/ نور،وظلام ..)؛ لذا نجد أن أغلب 
الكتابات التي تتصل بعوالميهما تجد رواجا كبيرا وصدى جاذبا للقراء من الشباب -على 
وجه الخصوص- بل نجد استشهادات قصص العشق الأشهر المتصلة بالحب مع القدرة 
الكتابية والشخصية المثال للحب -إن جاز الوصف-جلية حتى على ألسنة ذوي الثقافات
 العادية،بدء من أشعار (عنترة) في (عبلة) وشعراء الغزل العذري،وشعر كل من 
(ولادة،وابن زيدون) مرورا برسائل (جبران ومي) و (غادة السمان وكنفاني) وصولا 
لكتابات (واسيني الأعرج ) أو (أحلام مستغانمي) التي تسير بالاتجاه المعاكس نحو
 سطوة الرجل..
أما عند الحديث في القضايا الإجتماعية أو الثقافية أو السياسية الكبرى،فنرى كلا منهم 
قادرا على استيعاب المشهد كاملا؛ لغة وثقافة وعيا وحسا مما يمثل نوعا من المشترك 
الإنساني العام بكافة صوره..

لهذا اقترب هؤلاء الكتاب -على وجه الخصوص- شعرا وسردا من روح القاريء 
شخصية وكتابة..