قفص السكر متوجا في مهرجان الاسماعيلية الدولي للفيلم التسجيليل والوثائقي

 

على الرغم من الظروف الاستثنائية التي بعبشها العالم وليس فقط منطقتنا العربية بسبب فيروس كورونا، تجاهد بعض المهرجانات لتكون حاضرة، ويأتي مهرجان الإسماعيلية الدؤلي للفيلم التسجيلي والقصير كواحد من تلك المهرجانات التي انتهت فعالياتها يوم أمس.



لمى طيارة

انتهت مساء أمس الاثنين فعاليات الدورة 22 من مهرجان الإسماعيلية الدؤلي للأفلام التسجيلية والقصيرة، والتي كانت قد بدأت في 16 من شهر يونيو الحالي واستمرت حتى 22 منه، وتعتبر دورة هذا العام والتي أقيمت بعد إلغاء لمرتين متتاليتين بسبب ظروف الحظر التي فرضتها كورنا دورة ناجحة بكل المقاييس على الرغم من كل الظروف والاخطاء اللوجستية الصعبة التي ترافق أي مناسبة ثقافية في أي بلد عرب وخاصة في حال تقرر اقامته بشكل مفاجئ.

وتأتي أهمية هذه الدورة في كونها استطاعت خلال السنتين الماضيتين غربلة الأفلام سواء التسجيلية أو الروائية  لتكتفي بعرض المميز منها ، الأمر الذي أوقع معظم لجان التحكيم في حيرة وصعوبة وخاصة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (الفبرسي) والذي تكتفي بدورها  بجائزة واحدة كانت قد ركزت هذا العام على الأفلام التسجيلية الطويلة منها فقط  وبلغت 10 أفلام، وفاز بجائزتها الفيلم الاذربيجاني (عندما ينمو البرسيمون) للمخرج هلال بايداروف الذي كان بدوره أيضا كاتب السيناريو ومصور الفيلم، ودارت احداث الفيلم  في الريف الاذربيجاني حول عائلة المخرج والدته وجدته وعن الحياة الرتيبة ومرحلة الانتظار التي تشبه الى حد كبير دورة حياة فاكهة البرسيمون  بكل ما تحملها من تفاصيل ، وهو فيلم يعتمد صاحبة بالدرجة الأولى على فن الصورة والمونتاج بحيث تظهر فيه أهمية السينما كتقنية في مقابل الموضوع .

 


اما لجنة تحكيم مسابقتي الأفلام التسجيلية الطويلة والقصيرة والتي ضمت في عضويتها كل من المخرجة المصرية هاله خليل والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم ، بالإضافة  الى المخرج والمنتج ديان بيتروفيتش  والمخرج البرازيلي رودريجو بروم بينما رأسها المخرج العراقي عباس فاضل ، فلقد منحت الفيلم السوري قفص السكر للمخرج زينه قهوجي حائزة أفضل فيلم ، وهو فيلم قامت المخرجة بتصويره من داخل منزل عائلتها ورصدت فيه يومياتها التي عاشتها خلال بضع سنوات من الحرب القائمة على سوريا، معبرة من خلاله عن تداعيات الحرب عليها وعلى اسرة كنموذج لألاف الأسر السورية .

بينما حصل كل من الفيلم الإيطالي (قفزه أخرى) للمخرج ايمانويل جيروسا وهو فيلم صورت معظم مشاهده ما بين غزة وإيطاليا ورصد من خلاله المخرج صورة موسعه عن بعض الرياضيين في غزة وعن معاناتهم سواء على صعيد عدم وجود أماكن مناسبة للتدريب، أو على صعيد صعوبة خروجهم خارج غزة للالتحاق بمدارس التدريب أو للمشاركة بالمباريات.

كما حصل الفيلم العراقي (القصة الخامسة )على تنويه أيضا من لجنة التحكيم وهو فيلم للمخرج الشاب أحمد عيد ، وحاول من خلاله المخرج المرور على جميع الحروب والصراعات التي مرت على العراق في تاريخها الحديث، بينما منحت لجنة التحكيم جائزتها للفيلم الأرجنتيني خريطة أحلام أمريكا اللاتينية وهو فيلم حاول فيه المخرج العودة الي مواد سينمائية كان قد صورها في الماضي وكانت تدور حول أحلام عينه من الناس من مختلف الاعمار والجنسيات في منطقة أمريكا اللاتينية وعاد بعد سنوات ليرى هل تحققت تلك الأحلام ام انتهت وماتت في مكانها ، وهو فيلم مؤثر جدا وهام على الرغم من الطريقة الكلاسيكية التقليدية التي قدم فيها .

اما جائزة مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة فلقد حصل الفيلم الهنغاري (عمي تيودور) على جائزة أفضل فيلم، بينما حصل الفيلم البرازيلي (كشك الجنة للصحف والمجلات) على جائزة لجنة التحكيم، وتم التنويه من قبل اللجنة للفيلم النيوزيلندي (نايا- الغابة لها ألف عين) ,

وانحصرت جائزة لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة بالفيلم السوداني (الست) وهو فيلم من سيناريو وإخراج سوزانا ميرغني، في حين حصل كل من فيلم (عايشة) المغربي وفيلم (حمل الله) البرتغالي فقط على تنويه من لجنة التحكيم.

اما مسابقة أفلام الطلبة وهي المسابقة التي يحرض المهرجان على وجودها، فلقد حصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلي فيها فيلم (20 جنية في الشهر) للمخرج حسن أبو دومه، بينما حصل الفيلم الروائي (فرصة أخيرة) للمخرج عمر صيرفي على جائزة الراحيل سمير سيف.

اما جوائز الجمعية المصرية للرسوم المتحركة فلقد فاز فيها كل من (ذكريات) للمخرج الفرنسي باستيان يوا، وفيلم (تبقى واحدا) للمخرج الأسترالي سيباستيان دورينجر وفيلم الفتيات (المزعجات) للمخرج الاسباني ديفيد أوريانا.

وكانت دورة مهرجان الإسماعيلية لهذا العام ، قدر ركزت في بادرة جديدة منها على استضافة  تكريم بعض الضيوف من النجوم المصريين سواء ممن كانت لهم اياد بيضاء في المشاركة في اكبر عدد ممكن من أفلام الطلبة الروائية القصيرة كما الفنانين أحمد كمال وسلوى محمد علي، كما كرمت ابنه الإسماعيلية الفنانة الراحلة مؤخرا رجاء الجداوي ، وكرمت كل من الفنانة بسمة والفنانة صفية العمري والفنان أحمد وفيق ، كما كرمت الناقد المصري الكبير او ما يطلق عليه لقب شيخ النقاد كمال رمزي ونشرت حوله كتابا هاما الى جانب مجموعه من الكتب ، نذكر منها  كتاب أعمدة السينما التسجيلية المصرية في القرن العشرين للناقد الكبير هاشم النحاس، وكتاب يوسف ادريس بين الأدب والسينما للمخرج عاطف بشاي ، بالإضافة لكتاب الناقد المصري صلاح هاشم حول سينما الواقع إطلاله على حداثة السينما الوثائقية المعاصرة ، وكتاب للناقدة المصرية صفاء الليثي بعنوان وجوه الحقيقة اتجاهات وتجارب في السينما التسجيلية المصرية وأخيرا كتاب الناقد محمود قاسم  تاريخ السينما المصرية قراءة الوثائق النادرة .

يذكر ان دورة مهرجان الإسماعيلية لهذا العام قام بظاهرة فريدة وجديدة من نوعها، حين ترجمت معظم الأفلام التسجيلية الطويلة الى اللغة العربية، ويقام سنويا برعاية المركز القومي للسينما الذي يرأسه حاليا المخرج محمد الباسوسي، بينما يترأس المهرجان منذ سنوات الناقد المصري عصام زكريا، وشغلت منصب المدير الفني لهذا العام صفاء مراد.