مهرجان القاهرة السينمائي 32السينما الاسبانية ضيف شرف المهرجانان




القاهرة / لـمى طيارة

رغم بعض الهفوات والعثرات التي لا يخلو مهرجان عربي منها مهما كانت عراقته وقدمه ، افتتح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته الواحدة والثلاثين حاملا معه عبق تاريخ طويل من السينما امتد الى ما يقارب الثلاثين عاما من الجهد والتعب والتنظيم ،يعتبر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي أقدم المهرجانات العربية الدولية وأعرقها ، نظرا لان مصر أقدم بلد عربي أنتج أفلاما سينمائية ونظم مهرجانا دوليا ، لحقه ركب من مهرجانات عربية وصلت حتى منطقة الخليج العربي الذي استحدث مهرجانات قبل أن يقوم باستحداث صناعة أفلام
فقد شهدنا في الأيام القليلة الماضية افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الثاني والثلاثون والذي أقيم يوم الثلاثاء الواقع 17/11 بحضور نخبة من النجوم العالميين والعرب والمصريين ،وقد افتتح مهرجان هذا العام باسكتش من روح الفلكلور الاسباني نظرا لان السينما الاسبانية هي ضيف مهرجان القاهرة السينمائي لهذا العام ، حيث لعبت الكاميرا دور الثور الهائج تحت وطأة المنديل الأحمر هذا الثور "الكاميرا" الذي ما تقع عينيه على النجم حتى يعشقه ويتملكه ويصبح شغله الشاغل ، بالإضافة لهذا فأن رئاسة المهرجان اختارت الفيلم الاسباني " العودة إلى حنصله" ليكون فيلم الافتتاح ، والفيلم يعالج قضية الهجرة غير المشروعة من شمال إفريقيا والتي راح ضحيتها مئات من الأفارقة الباحثين عن الحلم الأوروبي ،كما شاركت السينما الاسبانية بفيلم ثان هو "عباد الشمس الأعمى" في المسابقة الرسمية التي تضم 18 فيلما روائيا طويلا من 16 دولة وهي الفيلم الأرجنتيني "مطرب التانغو" ،البلجيكي "المفقود" والدنمركي "الراقصون" واليوناني "الجريكو" والمجري "ماريو الساحر" والإيطالي "الجسد" والياباني "حرب الشاي" والليتواني "الهاوية" والصيني "العثور على شنجري لا" والروسي "الإمبراطورية الخفية" والتركي "المبعوث" والسويسري "حب على الطريقة الهندية". كما تشارك سويسرا أيضا بفيلم من إنتاج سويسري-ألماني مشترك هو "حيث يكون العشب أكثر اخضرارا" وتشارك فرنسا بفيلمين "سيرافين" و"بصمة الملاك" أما مصر فيمثلها فيلم "يوم ما اتقابلنا" لإسماعيل مراد ،وهو الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية لهذا العام .في حين ان 15 فيلما عربي آخرا لم يحظ بفرصة المشاركة هذه واكتفى بالمشاركة ضمن "مسابقة الأفلام العربية" التي تبلغ جائزتها مئة ألف جنيه مصري (ما يعادل 18116 دولارا) و هي على الشكل التالي "قضية رجال" لأمين قيس و"مسخرة" لإلياس قاسم و"الآذان" لرابح أعمر زيمش من الجزائر و"خلطة فوزية" لمجدي أحمد علي و"بصرة" لأحمد رشوان و"بلطية العايمة" لعلي رجب من مصر و"حسيبة" لريمون بطرس و"أيام الضجر" لعبد اللطيف عبد الحميد من سوريا الذي كان قد حصل على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الدورة 16 و"الحادثة" لرشيد فرشيو و"خمسة" لكريم دريدي من تونس و"عيد ميلاد ليلى" لرشيد مشهرواي و"ملح هذا البحر" لآن ماري جاسر من فلسطين وهو فيلم هام جدا يطرح قضية حق العودة الى الوطن من خلال قصة لشابة فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية تحاول العودة والاستقرار في فلسطين ، كما وتشارك البحرين بفيلم "أربع فتيات" لحسين الحليبي وتشارك المغرب بفيلم "رقم واحد" لزكية الطاهري أما لبنان فتشارك بفيلم "ميلودارما حبيبي" لهاني طمبا.
كما قام مهرجان هذا العام بتكريم السينما الإفريقية" اللؤلؤة السوداء" من خلال المطربة ايفون شكا شكا. كما كرم الممثلين الأمريكيين كيرت راسل وجولدي هون وسوزان ساراندون والبريطانية جوليا أورموند والأسبانية أنجيلا مولينا إضافة إلى خمسة من المصريين الفنانة العظيمة سميرة أحمد والنجم الساحر ومحمود ياسين والنجمة المتألقة دائما بوسي ومدير التصوير طارق التلمساني ومهندس الديكور نهاد بهجت. اما عن تكريم العظيم الراحل يوسف شاهين فقد أهدى المهرجان دورة هذا العام له وأقيم له في وقت لاحق تكريما خاصا بمشاركة السفارة الفرنسية بالقاهرة حيث أقيم في حديقة السفارة الفرنسية بالقاهرة حفل عشاء فاخر، عرض خلاله فيلم " باب الحديد" لشاهين تلاه ندوة مفتوحة تحدث خلالها السفير الفرنسي‏ بالقاهرة وجاك لاسال مدير الكوميدي فرانسيس وسيرج توبيانا مدير السينماتك الفرنسي وجون ميشيل فرودوت وجابي خوري ويسرا وخالد يوسف وخالد النبوي وسيف عبد الرحمن وماريان خوري‏ عن تجاربهم وعلاقتهم الفنية والإنسانية بالراحل يوسف شاهين ,‏ ومن أهم العبارات التي قيلت كانت لجاك لاسال الذي أكد ان يوسف شاهين عبقرية خالدة وانه مد جسور الثقة بين مصر وفرنسا فنيا وسينمائيا عندما قدم مسرحية كاليمولا‏,‏ وقال سيرج توبيانا إن علاقته بشاهين أو جو بدأت مع فيلم الوداع يابونابرت الذي كان مغامرة كبيرة وحظي بمشاركة نجوم كبار مثل ميشيل بيكولي وباتريس شيرو‏.‏
تبع حفل الافتتاح الرسمي المقام في الأوبرا حفل عشاء في "قصر محمد علي" بالمنيل وهو مكان جميل ومبهج ، حيث قدمت إحدى الفرق الاسبانية استعراضا راقصا ، حضر الحفل نخبة من نجوم الفن المصريين بالإضافة طبعا لضيوف المهرجان الرسميين .
أما لجان التحكيم فكانت:
المخرج الاسباني إمندول أوريبي رئيسا للجنة التحكيم الدولية التي تضم تسعة أعضاء هم المخرج البريطاني أنتوني سلومان والممثلة التركية جونجور بيراك والمنتجة الإيطالية جراسيا فولبي والمنتج الألماني كارل بومجرتنر والممثلة صوفي ندابا من جنوب إفريقيا والمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد والممثلة السورية سوزان نجم الدين ومن مصر الممثلة داليا البحيري والمخرج محمد خان.
أما لجنة تحكيم أفلام المسابقة العربية فيرأسها المخرج اللبناني جان خليل شمعون ويشارك في عضويتها الممثلان المصريان شريف منير وسوسن بدر والمخرجان داود أولاد سيد من المغرب وجميلة صحراوي من الجزائر.
أما بالنسبة لمسابقة أفلام الديجتال فقد اختير المحرج طارق العريان ليكون رئيسا لها .

في الموضوع القادم سنتوقف عند بعض الأفلام العربية والأجنبية والتي كان لها حضورا مؤثرا في المهرجان كما سنلقي الضوء على نتائج مهرجان القاهرة السينمائي الدولي