نكهة جديدة في مهرجان دبي السينمائي الدولي مع مسابقة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي-الإفريقي


تسلط الضوء على السحر والحب وآلام الشباب


يتنافس خمسة عشر فيلماً روائياً طويلاً على جوائز مسابقة المهر للإبداع السينمائي الآسيوي-الإفريقي التي أطلقها المهرجان هذا العام لتشجيع صناعة الأفلام في الأسواق الناشئة.

وبهذه المناسبة قال "ناشين مودلي" مدير برنامج آسيا-إفريقيا في مهرجان دبي السينمائي الدولي: "استقبلت المسابقة في عامها الأول أكثر من 450 طلباً من 111 دولة، وهو ما يؤكد على سعي المهرجان لدعم وتشجيع المواهب السينمائية الصاعدة، حيث تضم المسابقة أعمالاً لمخرجين في تجاربهم الأولى وأخرى لمخرجين مخضرمين حاصلين على العديد من الجوائز العالمية."

وأضاف: ""سيتمكن عشاق السينما من جماهير المهرجان من اكتشاف باقة من الأفلام الجديدة التي نتوقع لها الشهرة والنجاح في المستقبل – وهو أهم الأسباب لمتابعة عروض مهرجان دبي السينمائي الدولي والاطلاع على أحدث الإبداعات السينمائية العالمية التي لم نشاهدها من قبل."

وتعكس الأفلام المشاركة في المسابقة ثقافات الدول المختلفة ومن ضمنها ثلاثة أفلام تركّز على تعلّق الإنسان بالقوى السحرية الغامضة وما تملكه من قدرة على الشفاء. أول هذه الأفلام "جنة الأرض" للمخرجة القديرة "ديبا مهتا" الذي يصور قصة فتاة هندية تدعى"تشاند" تقوم بدورها الممثلة "بريتي زيتا" - ترتبط بشاب هندي يعيش في كندا (يلعب دوره فانش باردواج) في زواج تقليدي "مدبّر" على يد العائلة، إلا أنها تتعرض لسلسلة من الاعتداءات على يد زوجها، فتعطيها صديقتها جذر شجرة له مفعول سحري يأخذها إلى عالم آخر. الفيلم الثاني بعنوان "راقصة البلد" ويروي قصة "آيداي" العجوز الكازاخية المعروفة بقوة بصيرتها، التي تطرد من بيتها المقام على أرض رجل أعمال ثري يدعى "باتير". وفي يوم من الأيام يتعرض ابن "باتير" للخطف، فيدرك أن أمله الوحيد لإعادة ولده يكمن في البحث عن "آيداي" وإيجادها. وفي "قمر في قاع البئر" للمخرج "غوين فين سون" قصة زوجة مطيعة تعيش في قرية فيتنامية ريفية وتعاني من مشكلة عدم القدرة على الإنجاب؛ فتعيش في حالة من اليأس إلى أن تلتقي بمرشد روحي غامض.

ويلقي فيلمان آخران الضوء على قوة الحب. الأول بعنوان "مثل مارلون وبراندو" وهو مبني على القصة الحقيقية للممثلة التركية "عائشة داماغسي" التي تقوم بأداء الدور بنفسها. تدور الأحداث خلال الغزو الأمريكي للعراق حيث نشأت بين عائشة والممثل العراقي الكردي "حمة علي" علاقة حب دفعتها إلى المخاطرة بالذهاب إلى العراق بحثاً عنه. أما فيلم "إجازة" فيروي قصة حارس سجن يدعى "هيراي" - لا يغيّر من روتينه اليومي المعتاد إلا عند اقتراب موعد زواجه المنتظر، ولكن عليه أولاً الوقوف إلى جانب سجين ينتظر حكم الإعدام. فيلم "جبل مقفر"، مستوحى من حياة المخرجة "سو يونغ كيم"، ويروي قصة طفلتين تتخلى عنهما أمهما فتتنقلان من بيت إلى آخر، حتى تصلا أخيراً إلى مزرعة جديهما، حيث تجدان الأمن والحب.

ويقوم البرنامج بالمقارنة بين الريف والمدينة في ثلاثة أعمال أخرى. في فيلم "تيزا" يعود "أنبربر" إلى أثيوبيا بعد سنوات قضاها في دراسة الطب في ألمانيا ليكتشف أن الريف أيضاً لا يشكل ملاذاً من العنف. ويروي فيلم "تولبان" قصة "آسا"، الراعي الكازاخي الذي يقع في حب جارته "تولبان" فتهب رياح التغيير وتضعه أمام الاختيار الصعب: إما مواصلة حياته البسيطة أو الرحيل ليجرّب حظه في المدينة. وفي "سمائي السرية"، تقوم عمة الطفلين اليتيمين "تيمبي" و"كويزي" بسرقة وبيع ممتلكاتهما والتخلي عنهما، فيقرران الرحيل إلى "دوربان"، وهناك يضيعان في زحام المدينة الكبيرة.

ومن الهند يشارك فيلمان يستعرضان عالم السياسة في شبه القارة الهندية، الأول بعنوان "فراق"، وهو أول عمل روائي من إخراج الممثلة الهندية "نانديتا داس"، ويتناول أحداث الشغب التي اجتاحت مدينة "غوجرات" عام 2002. أما الفيلم الثاني فهو للمخرجة الباكستانية "مهرين جبّار" في أول أعمالها الروائية أيضاً بعنوان "رامجاند الباكستاني" ويروي القصة الحقيقية لفتى باكستاني هندوسي يضل الدرب فيعبر مع أبيه الحدود الهندية عن طريق الخطأ في مرحلة تعاني من أزمات سياسية دولية، مما يتسبب باعتقالهما وسجنهما.

وفي المسابقة أيضاً تتنافس عدة أفلام تروي قصص الطفولة والشباب. فيلم "زمبابوي" للمخرج "داريل جيمس روديت" هو دراما مؤثرة عن فتاة يتيمة في التاسعة عشر من عمرها، تهرب من العبودية وتهاجر لتعيش بطريقة غير شرعية في "جنوب إفريقيا، لكنها تواجه مستقبلاً غامضاً وتجد نفسها تحت رحمة رب العمل والخوف من القانون. أما فيلم "بسانترن- 3 أمنيات 3 قصص حب" فتدور أحداثه في قرية إندونيسية صغيرة، ويروي قصة 3 أصدقاء تتغير حياتهم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حين يتم القبض عليهم بتهمة التآمر والانضمام لجماعة إرهابية. ويسلط فيلم "اهدأ وعد للسبعة" الضوء على شاب إيراني يدعى "موتو" - واحد من عشرات الشباب الذين يقضون الليل في استعادة البضائع المهربة والمدفونة على طول الساحل، وهو أول الأعمال الروائية للمخرج "رامتين لاوافيبور". وأخيراً فيلم "رقصة دادا" للمخرج الصيني "زانغ يوان" الذي يصور حياة فتاة تحاول الهرب من زوج أمها وتبحث عن هويتها في عالم من الشك وانعدام الأمن.