برنامج دبي السينمائي 2008 يُقدِّم تشكُّل الأحلام وانكسارها


أفلام آسيا-إفريقيا الوثائقية بابٌ مفتوحٌ على العالم

أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي عن برنامج الأفلام الوثائقية المتنافسة على "جوائز المهر للإبداع السينمائي الآسيوي-الإفريقي" والذي يضم ثلاثة عشر فيلماً تتناول موضوعات عالمية شاملة تتصلُ بالفنِّ، والحقيقة، والفقر، وتجاوز الماضي.

وقال مدير برامج آسيا-إفريقيا ناشين مُودلي "إنَّ الأفلام الوثائقية أقرب إلى الناس من الروائية، ذلك لأنَّ المُشاهدين يدركون واقعيتها وقدرتها على استكشاف قضايا الواقع ومسائله".

وأضاف: "ثمة أفلام تتناول ملفات خاصة بالصحة العقلية، والسياسية بين الحقيقة والأكاذيب، وبالخيارات الصَّعبة التي يُواجهها الإنسان المُعدم. بعض هذه الأفلام يتفحَّصُ القدرات الكامنة في الفنِّ، وفي الأحلام. إنَّ أي شخص معنيٍّ بالوضع الإنساني، على نحو حقيقي وجاد، يدرك أنَّ الأفلام الوثائقية مُلهمةٌ وتثقيفية، وليست هذه القائمة المُختارة إلاَّ بٌرهاناً على هذا الأمر".

يضم البرنامج فيلمين يستكشفان الفنَّ من زاويتين مغايرتين، الأول بعنوان بانتظار الرِّجال ويروي قصة نسوةٌ في شرق الصَّحراء الموريتانية كرّسْنَ أنفسهنَّ لفنِّ الرَّسم عبر تزيين جدران المدينة. والفيلم الثاني بعنوان مُربَّع عارف للمخرج نادر داوودي الذي استوحى قصته من سائق تاكسي إيراني يحلم بلقاء مثله الأعلى مُغني "البوب" الإيراني "عارف" الذي عاش في مرحلة ما قبل الثورة، ليُغنِّي معه. قرر المخرج مُساعدة سائق التاكسي على تحقيق هذا الحلم.

أما فيلم ذهبنا إلى بلاد المرح، فيروي قصة زوجين عجوزين من الصين يقرران الذهاب برحلة للمرة الأولى إلى المملكة المتحدة وأوروبا، توثق هذه الرحلة ابنتهما المُخرجة زياولو غو، التي تمزج عاطفة الابنة بعين حريصة على إبراز أشكال التعارض، والتنافر، والغرائب التي انبثقت عن هذه الرِّحلة.

أما الحقائق والأكاذيب التي تتكتم عنها العائلات والمجتمعات، فإنها تتكشَّف في أفلام عدة من بينها فيلم المرأة المنسية الذي يصور رحلة "ديليب مهتا"، شقيق السينمائية المتميِّزة "ديبا ميهتا"، إلى "فاراناسي" ليستكشف كيف تتنكر العائلات الفقيرة للأرامل من النساء، وكيف يمتن بسبب الفقر والإهمال والنسيان. أما الفيلم الوثائقي تجارة سوداء، آخر أفلام المخرجة "اوسفالد ليوات " الحائزة على جوائز عديدة، فإنه يُسلِّط الضوء على العائلات الكاميرونية التي فقدت أبناءها على يد "وحدة العمليات العسكرية" المُرعبة، وهي وحدة عسكرية خاصة تضمُّ عناصر عمليات مُدرَّبة قتلت ما يزيد على ألف شخص في عام واحد. وفي فيلمه الوثائقي زهرة الجدَّة يرحل السينمائي " جيونغ-هيون مون" صوب أشد فصول التاريخ الكوري الجنوبي سواداً وقت الاضطراب السياسي المفروض بالقوَّة، والعداء والتناحر ثم التصالح بين العائلات. وفي الحقيقة ستنكشف، قضايا ضد "سوبينيا كلانغنارونغ" يُرافق المخرج " بيمباكا تويرا" الصحافية المرموقة "سوبينيا" التي تُواجه مُحاكمة كُبرى بسبب مقالة كتبتها عن تضارب المصالح في الشؤون االحكومية.

وتُقدِّم الصِّين دراسة واقعية عن الخيارات الصَّعبة التي يُواجهها فقراء الريف الصيني في وثائقي للمخرج " غوانغي يو" الواقعي الاشتراكي البارع بعنوان أغنية النَّجاة، في حين يقدم "جيانجون هي" فيلم نهر البشر الذي يروي قصة أسرتين مُعدمتين تُجسِّدان واقع ملايين الأسر الصامتة التي همَّشها النمو الاقتصادي في الصين. وبتوثيق الأحلام المُعاكسة، والطموحات الواثقة التي تملأ نفس ولدين يعرض المخرج على نحو فنيِّ بارع، المجادلات والمناقشات الدائرة حول التحوُّل الزلزالي الناجم عن التصنيع شديد التسارع الذي يغمر الصين، فيعرض الآراء المؤيّدة والمعارضة على حد سواء.

أما أكثر من مجرد لعبة فيتعقَّب مؤسسي "نادي ماكانا لكرة القدم"، الخاص بالسجناء االمعتقلين في سجن جزيرة روبن في أفريقيا الجنوبية، في محاولة لإلقاء الضوء على أهمية الرياضة وما تولده عند الأفراد من شعور باحترام الذات والثقة. ويتفحَّص المخرج " فرانسوا فيرستر" نتائج التكامل الاجتماعي، ووجهات النظر السياسية المتعددة التي لا تزال تحكم الحياة في جنوب أفريقيا وتهيمن عليها، وذلك في أيام لقاءات البحر مُستخدماً متنزه على شاطئ كيب تاون كاستعارة تُجسِّد مجتمع بعد التفرقة العنصرية.

ويتضمّن البرنامج فيلمين وثائقيين عن الأمراض العقلية وعواقبها، الأول بعنوان جنون للمخرج "كازوهيرو صودا" الذي يروي بكل صدق معاناة مرضى يخضعون للعلاج في المصح العقلي "كورال أوكاياما" في اليابان. أما فيلم أخوات على حافة الطريق، فيحكي قصة المغنية التركية الفقيرة "إليف كاجلايان"، التي كانت تعمل في أحد النوادي الليلية. روت "إليف" قصّتها لصديقة طفولتها المخرجة "ياسمين الكايا". وفي سياق الفيلم، تستكشف ياسمين خيار "إليف" في التخلِّي عن أختيها المريضتين عقلياً، واللتين أُودِعتا في مصحة للأمراض العقلية. وتبلغ المشاهد العاطفية ذروتها في مشهد التئام شمل إليف مع أختيها.

هذا وستعرض أفلام برنامج المهر الوثائقية على امتداد أيام مهرجان دبي السينمائي الدولي 2008، ويُمكن مشاهدة الأفلام الفائزة في 19 و 20 كانون الأول (ديسمبر) 2008 في صالات جراند سينما في مدينة فستيفال سيتي وصالات سيني ستار في مول الإمارات .