فرعون السينما المصرية " المخرج شادى عبد السلام "مكرما في مهرجان القاهرة السينمائي 33



يهدى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى دورته الثالثة و الثلاثين ( 10 -20 نوفمبر 2009) للمخرج الكبير الراحل شادى عبد السلام ( 15 /3 /1930– 8/10/1986 ) .

وسوف يعرض لأول مرة فى مصر من خلال المهرجان النسخة المرممه لفيلمه الروائى الطويل الوحيد " ليلة أن تحصى السنين – المومياء " " The Night Of Counting The Mummy " الذى يعد من أهم الأفلام العربية و العالمية ؛ و الذى قامت مؤسسة سينما العالم "World Cinema Foundation"التى يرأسها المخرج الأمريكى الشهير " مارتن سكورسيزى " مؤخراً بترميمة ضمن مشروعها الذى يهتم بصنع نيجاتيف جديد لأهم الأفلام فى العالم لتمتد جودتها لمئات السنين و لقد عرض فى الدورة الأخيرة لمهرجان " كان " و قد تحملت وزارة الثقافة المصرية نفقات ترميم النسخة و تحويلها إلى نسخة ملونة وبلغت قيمة التكلفة 50 ألف يورو .

فيلم " المومياء " من أنتاج المؤسسة العامة للسينما عام ( 1968-1969) و عرض تجارياً لأول مرة فى مصر فى 27 يناير 1975 و هو قصة و سيناريو و إخراج شادى عبد السلام الذى شارك أيضاً فى كتابة الحوار له مع علاء الديب و شارك فى بطولته نخبة من الفنانين منهم " زوزو حمدى الحكيم و أحمد مرعى و شفيق نور الدين و عبد المنعم أبو الفتوح و عبد العظيم عبد الحق و محمد نبية و أحمد عنان و أحمد حجازى و محمد خيرى و محمد مرشد و جابى كراز و كانت الفنانة الكبيرة نادية لطفى ضيفة شرف الفيلم

و يعتبر فيلم " ليلة أن تحصى السنين – المومياء" من أهم الأفلام التي قدمت في تاريخ السينما وهو يعالج قضية الهوية والحفاظ على التراث الحضاري لمصر فقد كان شادي يرى أن الحضارة

المصرية القديمة هي عبارة عن تجربة إنسانية وفكرية عميقة تستحق أن تدرس وتستلهم لتكون مصدر لنهضة وتقدم مصر. وقد استهل شادي فيلمه المومياء بهذه الكلمات :

" يا من تذهب سوف تعود

يا من تنام سوف تصحو

يا من تمضي سوف تبعث " .

وكأن شادي عبد السلام يريد أن يقول من خلال هذه المقدمة وهذا الفيلم أن الجد القديم سوف يعود .. وكما يقول هو عن الفيلم " أريد أن أعبر عن نفسي وعن مصر .. أريد أن اعبر عن شخصية الإنسان المصري الذي يستعيد أصوله التاريخية وينهض من جديد.

وقد نال فيلم المومياء العديد من الجوائز في المهرجانات العالمية منها جائزة ( جورج سادول ) وجائزة النقاد في مهرجان قرطاج 1970 م وغيرهما..

ومن اجل فيلم المومياء استحق شادي عبد السلام أن يكون واحداً من أبرز مخرجي العالم .. فقد اختير ضمن أهم 100 مخرج على مستوى العالم خلال تاريخ السينما في العالم من رابطة النقاد الدولية في فيينا .

وقد احتل المومياء المرتبة الأولي في استطلاع الأفلام الأجنبية الذي أجري في فرنسا عام 1994 .

و لقد قدم المخرج شادى عبد السلام للسينما المصرية عدداً من الأفلام القصيرة الهامة ومنها فيلمه الرائع " الفلاح الفصيح " 1970 م ..

والفيلم مأخوذ عن إحدى البرديات الفرعونية القديمة والمعروفة باسم " شكوى الفلاح الفصيح"

وقد فاز فيلم " الفلاح الفصيح " بجائزة السيدالك في فينسيا في نفس العام .

أخرج شادي عبد السلام أيضا أفلام " جيوش الشمس " 1974 م، والفيلم التسجيلى " كرسي توت عنخ آمون الذهبي " 1982 ،وفيلم " الأهرامات " و ما قبلها 1984 م... وفيلم عن " رع رمسيس الثاني " 1986 م.، أخرج فيلم "أفاق" 1972 ، أخرج فيلم تسجيلى عن

حرب أكتوبر "جيوش الشمس"1973-1974 ، صور أجزاء من فيلمه التسجيلى "الحصن" الذى لم يكتمل1975-1977 .

شادى عبد السلام فى سطور :

- ولد بالإسكندرية فى 15 مارس 1930

- أتم تعليمه الثانوى بمدرسة فيكتوريا 1948

- درس المسرح بانجلترا 1949- 1950

- تخرج مهندسا معماريا فى كلية فنون القاهرة 1955

- عمل مساعد للمهندس المعمارى الفنان رمسيس ويصا واصف 1956

- عمل مساعدا للمخرج صلاح أبو سيف1956-1958

- صمم المركب الفرعونى فى فيلم كليوباترا إنتاج شركة فوكس

- صمم ديكور وملابس الأفلام التاريخية المصرية :

واإسلاماه، صلاح الدين، أمير الدهاء، شفيقة القبطية، ألمظ وعبده الحامولى.





- صمم الأفلام المعاصرة: بين القصرين، الخطايا، الرجل الثانى، أضواء، السمان والخريف1959- 1966

- عمل مستشارا تاريخيا ومشرفا على أقسام الديكور والملابس والإكسسوار فى الفيلم البولندى فرعون إخراج كفالوروفتس1963.

- عمل مصمما لديكور وملابس فقرة عن الحضارة المصرية من مسلسل روبرتو روسيللينى "الصراع من أجل البقاء"1967.

- أخرج الفيلم الروائى الطويل "المومياء"1968-1969

- تولى إدارة مركز الأفلام التجريبية التابع لوزارة الثقافة 1970

- قام بالتدريس فى المعهد العالى للسينما لأقسام الديكور والملابس والإخراج1963-1969

- توفى فى 8أكتوبر 1986

أما عن أحلامه ومشروعاته وطموحاته فلقد ظل شادي عبد السلام يبحث عن التاريخ الغائب وعن الهوية وعن الجذور وقد أحب التاريخ الفرعوني .. وتاريخ قدماء المصريين .. وأراد أن يوظفه من أجل بعث الهمة في روح الشعب المصري ..وأراد أن يستخلص منه دروساً تفيد الأجيال القادمة من خلال تعميق فكرة الانتماء لديهم وربطهم بماضيهم وحضارتهم وجذورهم.

ولذلك عكف شادي بعد الانتهاء من فيلمه الكبير " المومياء " في مشروعه الكبير الثاني – والذي لم يرى النور حتى الآن – وهو فيلم " مأساة البيت الكبير " أو كما عرف باسم ( إخناتون ) نسبة إلى الشخصية المحورية فيه شخصية إخناتون .. وقد ظل يعيد في كتابته عشر سنوات .. وأثناءها قام بإعداد تصميمات وديكورات الفيلم بالإضافة إلى الأزياء والإكسسوارات الخاصة بالفيلم .وقد قدمت له عدة عروض لإنتاج الفيلم ولكنه رفضها جميعا حيث كان يرفض المنطق التجاري من أساسه.. وسعى إلى أن تقوم وزارة الثقافة بإنتاج الفيلم الذي يتطلب تكلفة إنتاجية عالية لكن جهوده باءت بالفشل .



المركز الصحفى

مهرجان القاهرة السينمائى الدولى