مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة في دورته السابعة


تشهد مدينة طنجة بالمغرب، ما بين 12و17أكتوبر 2009 ، إنعقاد الدورة
السابعة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي والذي تشارك فيه كل دول
البحرالأبيض المتوسط .جديد هذه الدورة هو زيادة عدد الأفلام المشاركة
في المسابقة الرسمية والتي وصلت إلى 58 شريطا قصيرا من 20دولة
متوسطية مشاركة في هذه التظاهرة السينمائية الكبرى. وإذا كانت القاعدة
المعمول بها في المغرب ، أن جواز المرور إلى الاحتراف وإخراج أفلام
روائية طويلة ، يمر حتما عبر إخراج أفلام قصيرة – 3 على الأقل – فإن
المهرجان المتوسطي ، ساهم وإلى حد بعيد في بروز مجموعة من المخرجين
السينمائيين الشباب في المغرب ، الذين إنتقلوا من الهواية إلى الاحتراف نذكر
منهم على سبيل المثال على الحصر : عز العرب العلوي ، محمد مفتكر
شريف محمد طريبق . مهرجان الفيلم القصير وبعد دوراته الستة ، أصبح
يشكل فضاء للحوار والانفتاح على كل التجارب السينمائية يدول البحر الأبيض
المتوسط : من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال واليونان وتركيا ومالطا
وقبرص وغيرها من الدول المتوسطية ، وإذا كان الطابع المميز لهذه الدورة
هو مشاركة الفيلم الفلسطيني وللآول مرة في تاريخ المهرجان ، فإنه كذلك
تم إقصاء الأفلام القصيرة المنتجة سنة 2007 ، لكونها عرضت وعلى مدار السنة بأكثر من مهرجان عربي ودولي . مهرجان طنجة للفيلم المتوسطي يشرف عليه
المركز السينمائي المغربي كمؤسسة رسمية مسؤولة على القطاع السينمائي بالمغرب
وهذا الاعتبار ، ساهم إلى حد بعيد في إنتظام دورا ته على مدار سبع سنوات
كما عمل على تفادي الاخلالات التنظيمية التي تعرفها بعض المهرجانات
السينمائية الأخرى، التي أسست بمبادرة من جمعيات أو هيئات منتخبة
وشخصيات عامة مقربة من الدوائر الرسمية . كإحترام الجدول الزمني لمشاهدة
الافلام مع الحرص على أن يكون عرضها متبوعا في اليوم الموالي بندوات
وحلقات نقاش بحضور مخرجيها ونقاد السينما من أكثر من دولة مشاركة .
مهرجان الفيلم القصير المتوسطي ، لم يبق حكرا على المخرجين الشباب
هواة ومحترفين الراغبين في الحصول على بطاقة مخرج رسمي معترف به
من طرف الدولة ، بل دفع كذلك بالعديد من الممثلين المعروفين في المغرب
على خوض تجربة الاخراج والوقوف وراءالكاميرا وليس أمامها ، فالسينما
في المغرب ، أصبحت اليوم مربحة وتحظى بدعم مالي كبير من الدولة
وينزايد سنة عن سنة ،وهو ما كان له إنعكاس إيجابي على وضعية المشتغلين
بالسينما في المغرب ، وبكل أبعادها الفنية والمهنية والاجتماعية .

عمر الفاتحي