لمى طيارة ..مهرجان الاسماعيلية الدولي الثالث عشر للافلام القصيرة والتسجيلية




مهرجان الاسماعيلية الدولي الثالث عشر للافلام القصيرة والتسجيلية
متواضع في الامكانيات ، عظيم في العروض والندوات


مصر/ الاسماعيلية : لمى طيارة

رغم الميزانية المحدودة التي تصرف على مهرجان الاسماعيلية على مدى دوراته الا انه ما زال يحتفظ برونقة كمهرجان دولي ، ومازالت تتسابق الافلام عليه من كل حدب وصوب للاشتراك فيه ، فالمهرجان الذي استقبل هذا العام اكثر من 1300 فيلما أختار منها ما يقل عن المئة ، عبر لجنة مشاهدة تتابع لمدة شهور .
ورغم ما يعترض عليه الكثيرون من سوء اختيار لهذه الافلام ، يبقى مهرجان الاسماعيلية من افضل المهرجانات العربية من حيث تخصصه في الافلام الوثائقية والتسجيلتة والتجريبية وأفلام التحريك
ففي هذا الدورة شهدنا تجارب كبيرة وهامة سواء على الصعيد الاوروبي او على الصعيد العربي ، فهناك افلام منتجة بميزانية صغيرة جدا كفيلم " طالما بقيت على قيد الحياة " للفرنسي فاراسين وهو فيلم روائي قصير ، بالاضافة لافلام اخرى انجزت ايضا بميزانيات صغيرة وهناك افلام تحريك انتجت من قبل مبدعين من الشبان والشابان ، انجزوها بطريقة غاية في الروعة على صعيد التقنية ومدهشة من حيث المضمون والفكرة ، كفيلم" الوظيفة" للمخرج الأرجنتيني سانتياجو بو جراسو والذي نال عنه جائزة أحسن فيلم في فئة أفلام التحريك، وفيلم " "التلفريك " لصاحبه كلاوديوس جنتينيتا والذي حصل على جائزة لجنة التحكيم للفيلم ، إلى جانب شهادة تقدير للفيلم السلوفانيي "قهوة شيكوري" للمخرج دوسان كاستيليتش وافلام اخرى كثيرة .
كما شهد المهرجان فيلما تسجيليا طويلا للمخرج الفنزويلي فابيو ويتاك تحت عنوان " شخص غير مرغوب فيه" وهو فيلم خالف فيه القواعد الحالية من حيث مدة الانجاز او من حيث الوقت المبذول لجمع مادته واعداده بهذه الطريقة الفنية المبدعه وقد اشارت له لجنة التحكيم ومنحته شهادة تقدير .
وهناك الكثير جدا من الافلام التي يجدر بنا الوقف عندها ، ومن هذه الافلام كانت الافلام العربية الانتاج والاخراج كالفيلم الروائي القصير " قوليلي" للجزائرية صابرينا درواي والذي حصل على جائزة لجنة التحكيم للفيلم الروائي القصير في المسابقة الرسمية وجائزة لجنة تحكيم وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية، والتي قيمتها خمسة آلاف جنيه مصري.والفيلم يعالج قضية شائكة حول الحب والجنس وحرية الجسد الأنثوي وكلها موضوعات داخله في تابوت المحرمات وحاولت المخرجة تسريبها الينا بطريقة غير مباشرة دون خدش الحياء ، وقد نجح الفيلم بعرض ذلك بأسلوب حساس وشاعري متميز، وبرع في استخدام الأدوات الفنية بشكل مكثف، وكان العمل قد حصل مؤخرا على جائزة الأهڤار الذهبي لأحسن فيلم روائي قصير بمهرجان وهران للفيلم العربي، وعلى تنويه لجنة تحكيم التاغيت الذهبي للفيلم القصير في طبعته الأخيرة.
وهناك ايضا الفيلم المتميز " سكتوا" وهو ايضا فيلم جزائري للمخرج خالد بن عيسى وهو فيلم روائي قصير ولكنه لم يحظى بجائزة في هذا المهرجان علما انه كان مشاركا برفقة نظيرة الجزائري " قوليلي " في مهرجان طنجة الذي ترافق مع مهرجان الاسماعيلية ،وكان الفيلم قد حصل على جوائز عديدة في مهرجان اخرى سابقة .
كما كانت هناك مشاركتين احداهما من فلسطين لفيلم " ليش صابرين " والذي حصل بدوره ايضا على شهادة تقدير للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان الذي يصور معاناه الشعب الفلسطيني من الداخل من خلال شخصيتي شاب وفتاه ، اما الفيلم الاخر فهو للمخرجه الفلسطينية الاصل اسماء بسيسو من انتاج اردني ، تحت عنوان " انا غزة" يروي الاحداث الاخيرة للعداون الاسرائيلي على غزة .
اما فيلم " هل تستمر الرسالة ؟" للمخرج المغربي محمد بلحاج فقد منحته لجنة تحكيم جماعة السينمائيين التسجيليين المصريين برئاسة الدكتور علي الغزولي جائزة " صلاح التهامي" وهو فيلم يسرد حياة المبدع السوري مصطفى العقاد صاحب فيلم الراسلة وعمر المختار ، الذي وافته المنية اثر حادث تفجير في الاردن .

ان اهمية مهرجان الاسماعيلية لا تنبع فقط لكونه مهرجانا يحظى ضيفه بمتعة المشاهدة وانما يكمن ايضا بانه فرصة لمقابلة الكثيرجدا من المفكرين والنقاد والمثقفين العرب والمصريين ، الذين يأكدون يوما بعد يوم ان المستقبل سيكون مشرقا طالما هم من يشرف عليه، ولن انسى العزيز الاستاذ ابراهيم العريس والاستاذه عفاف طباله والاستاذه خيرية البشلاوي، والاستاذ علي ابو شادي رئيس المهرجان وخفيف الظل الاستاذ صلاح مرعي واسماء كثيرة كبيرة في القدر والشأن وسيبقى لها الاثر الكبير في نفسي وذاكرتي ووجداني .

انتهى حفل الختام واطفأت الانوار ليعود صانعو الافلام لبلادهم ، منهم من يحمل فرحة النجاح بين يديه ومنهم من يحمل غصة الخسارة ، ولكن من المؤكد ان هذا المهرجان سيستمر طالما وجد من يرعاه ويتبناه ويشرف عليه