السينما والعرب



تاطير عام: فكرة هذا المقال تولدت لدي حينما كنت استمع في المسجد لخطبة احد الائمة

اذ اكد في خطبته كم يشمئز قلبه حينما يمر بالقرب من دور السينما …قالها بالكلمة وبشكل وجهه
المؤكد لفعل الاشمئزاز …استحضرت مباشرة كيف ان العدو الصهيوني روج وهوالظالم الغاصب للارض والانسان والتاريخ ….كيف استطاع بفلمه ‘الخروج’ ان يغير انظارالعالم وان يقدم نفسه على اساس انه ضحية ….وانه طرد من(ارضه)…

وكيف انه في فلم اخر وهو (العودة) روج لفكرة انه عاد الى ارضه بعدما اضطهد في الارض ….تذكرت اغتيال الفنا ن العربي الشهيد ناجي العلي وكيف رسوماته كانت تشكل رصاصة قوية ومخلخلة للكيان الصهيوني ….تذكرت ايضا اغتيال الروائي الفلسطيني غسان كنفاني الذي حولت روايته الشهيرة “رجال في الشمس ” الى تحفة سينمائية رائعة …فضح من خلالها توفيق صالح وبلغة حكي الصورة الواقع الفلسطيني المرير …استحضرت كيف يقدم الغرب صورتنا نحن كعرب وكمسلمين …في افلامهم كاناس ضد الحضارة والتقدم وهمهم الوحيد المراة وما يرتبط بها…..وان احلامهم تتحقق في (تفجير ذواتهم )….تذكرت ايضا صورة الرئيس العراقي في لحظة اسره واعدامه وهي صور محبوكة ودالة وهادفة الى خلخلة المتلقي العربي…..تذكرت وتذكرت….وقلت كيف (يفتي )هذا الفقيه ويرفض اداة استغلها الاخر في خدمة قضاياه وتشويه قضايانا نحن….ان السينما اليوم اداة/غاية ….فاعلة في الانسان والوجدان….اداة/غاية…..بها يمكن تصحيح صورتنا نحن كعرب وكمسلمين ….من هنا وجب الوعي بقيمة صورتنا حينما نحكي عن ذواتنا ….انها يا سيدي الفقيه من اهم الاشكال التعبيرية والفنية والثقافية ….في زمن هذه العولمة الموحشة التي صوررت وسوقت صورة احادية تعكس رغبة هذا الغرب الراسمالي ….في خلق نمطية واحدة تتحكم في البلاد والعباد ….يا سيدي الفقيه فلولا بعض الصورالانسانية القليلة الموجودة بالغرب الرافضة لهذه الهيمنة….لاصبحنا في زمرة كائنات غريبة …..ان السينما ياسيدي الفقيه شكل /مضمون حكائي يحضر فيه الجمال والتاريخ والقيم ….”سلاح” لابد من تشغيله يا سيدي الفقيه لندافع به عنا ونحن الفاقدين للعديد من الاسلحة الاخرى ….في مجال التكنولوجيا والاقتصادوالاعلام ….فهل من المعقول ان نسير في افق مسخ ذواتنا والابتعاد عن اشكال وطرق قول العصر …..فلنشجع السينما / الحدوثة الجميلة الناهضة على قيم العشق/الجمال ….سينما تترجم بطرق الحكي السينمائي همومنا /افراحنا….الامنا / امالنا ….ككينونات عاشقة للحياة
…محبة لمكانتها ولحاجة الاخراليها….والعكس صحيح … من هذا المنطلق نكاد نصيح قائلين لنهتم بالسينما يا …يا …..يا….عرب فهي قصيدة شعرمن نوع اخر…انها حكاية اخري وجب قولها في زمن اخر ….فلنقلها كما نريد نحن ….مع محبتي للفقيه

الدكتور الحبيب ناصري