وجوه: صمت، ملامح وكلام


الدكتور بوشعيب المسعودي الدار البيضاء يوم

قدم حكيم بلعباس السلسلة الجديدة في ماقبل الأولى بسينما "ريتز" بالدار البيضاءيوم الجمعة 15 يناير 2010

" - أريد سندوتشا بالحوت
- حوت بالزيت أو بالطماطم؟
- أريد حوتا فقط !!
هذه الحلاقات المعنونة ب "وجوه" تمثل "الحوت" الذي يطلبه السائل لصاحب الساندويتشات"

بهذه النكتة قدم المخرج حكيم بلعباس السلسلة التي أخرجها.
لقد مثلت الحلقات وجوها، وجوها لشباب ولشيوخ، وجوها لنساء ورجال يتكلمون بصمت، يتكلمون بدون كلام، يتكلمون بالأيدي وبالأرجل وبالآهات...
والكلمات القليلة غنية، كافية للتعبير...
والكل يحمد الله ويشكره رغم آلام ورغم المصير المظلم... وربما تصير الكلمة في الأخير نكتة...

لقد جسدت الحلقات مهن وحرف مغربية أصيلة وعتيقة (صناعة الصوف، المجوهرات، الطرز، النجارة، صناعة الجلد، الرعي...) تتخللها موسيقى نابعة عن حرف ومهن فنية ( فن الحلقة، الوتار، المنولوك، العود، الرسم ...) وصور الشمس الساطعة...
صور الشمس الساطعة...وصور الطبيعة القحة تتخللها صور الحيوان الصابر (الجمل/السلحفاة) صور الإنسان/الحيوان (الكلب ونبحه والبهائم المكدسة في زوارق الموت)

إن الموسيقى كانت في أوجها... موسيقى من القلب... كلمات من القلب معبرة... وسكوت يتكلم عن نفسه ويهيم بنا في عالم عجز الكلام عن التعبير عنه...
وعندما تلمس اليد الآلة الموسيقية يصبح الموسيقى في عالم ثالث عالم روحاني...

ألريشة في يد رسام أعمى... رسوم بدقة مفرطة... تصريح خيالي بكلمات غير مفهومة وبضحكات هستيرية معبرة...

صانع الشباك طفل... العمل المتقن... الدقيق... المقاييس المضبوطة... مع مشاكل الدراسة والعائلة واليتم... ودائما الصمت الرهيب مع الابتسامة الحلوة أو الدمعة المعبرة...

صورة الشمس الساطعة... صورة الطبيعة القاسية...
حرف ومهن تقليدية... صور معبرة... وجوه صارمة... وجوه مرهقة... ولكن العمل متقن... ومستمر...

قصائد فطرية جميلة... فرق موسيقية مع أهازيج خلابة... ينطقون بتراث مغربي أصيل... موسيقى فطرية... موسيقى راقصة... موسيقى روحانية... نكتة مجسدة... صور ضاحكة...
"الحلقة" حاضرة مشكل العيطة... مشكل الفنان الفطري... مشكل الحرفي... مشكل العامل... المشكل الصحي و المشكل الاجتماعي... مشكل الحراكة...

اخرج حكيم بلعباس سلسلة وجوه: فالصورة معبرة... والصمت معبر... والملامح معبرة... والصغيرة والكبيرة معبرة...
ولكن هناك وجوه لم نرها... نتمنى أن تكون حلقات أخرى....