تكريم باهت للمسرحي والسينمائي محمد سعيد عفيفي



الدكتور بوشعيب المسعودي طنجة
لقد كرم الممثل والمسرحي الراحل محمد سعيد عفيفي ضمن افتتاح فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة/المغرب.

ازداد المرحوم سنة 1933 وتوفي عن سن يناهز الأربعة والسبعين. عاش سنين مليئة بالعطاء والإبداع، فلقد كان من اكبر الأساتذة في المسرح البلدي بالدار البيضاء وشغل مديرا للمسرح البلدي بالجديدة وهو من الجيل الأول لرجال المسرح المغاربة والذي قضى فترة طويلة رفقة فرقة المعمورة.

وكانت له طرق خاصة لتوصيل المعلومات والتجارب الشخصية لتلاميذه والذين يشيدون له بالإخلاص وبالخصال الحميدة كباقي الممثلين والفنانين المغاربة الذين فجعوا في فقدانه كهرم من أهرام المسرح والسينما المغربية. وقد كان متخصصا في الميم وفي فن الإلقاء و خاصة مخارج الحروف.

وقد تم اختيار فيلم حكيم النوري "فيها الملحة والسكر ومازال مابغاتش تموت" الناجح جماهيريا، لتكريم الممثل والمسرحي الراحل محمد سعيد عفيفي.
وكان الأحرى أن يستعمل في الافتتاح فيلما وثائقيا عن المرحوم محمد سعيد عفيفي لتكريمه فهناك أعمال كثيرة مسجلة مع تحف نادرة لايعرفها الكثيرون وكان هذا الافتتاح مناسبة لإدراجها وبرزها إلى الوجود.

وقد برز الراحل محمد سعيد عفيفي في دوره م.م. (مولاي المهدي) في فيلم "فيها الملحة والسكر ومازال مابغاتش تموت" فالدور على مقياسه معلما وأستاذا للمسرح ويدرب ممثلين شبابا وكلامه كله معاني وأمثلة مغربية وعالمية معروفة: فالرفض مثلا في عدم المشاركة وهو السكوت غير مقبول بل الرافض يجب أن يشارك ليوضح رفضه ويتكلم عنه. وكلامه عن المسرح كالزوجة التي تعهد بأن لا يفارقها أما الشخصيات التي يخلقها فهي أولاده وبناته بجمالهم وقبحهم بحسن تعاملهم أو غيره ومشاكل العائلة صراع حضاري ودائم بين اللعب والمسرح.
كما تكلم عن هدم المسرح ففي يوم واحد بل في دقائق معدودات يمكن أن نهدم عمارات وناطحات سحاب شاهقة ولكن البناء صعب وصعب جدا.

ولمح لعدة أمثلة كلها مغربية صرفة وتحتاج إلى صفحات لشرحها: الفضولي كيخلص من شكارتو، لا توصي يتيم على بكى، لا دير خير مايطرى باس، اللي غلب يعف....

وقد لعب دوره كاملا بتقنية عالية طبقت فيه جميع الدروس السينمائية بلغة مفهومة وتعابير وجه سوف لا ينسى من طرف السينما والمسرح الوطنية والدولية.

لقد كنا نطمح إلى تكريم أكثر كفاءة مع جميع الأخوة الذين وافتهم المنية وتركوا بصماتهم على السينما المغربية والعالمية فإن لم يكرموا من ذويهم فمن سيكرمهم.