الصايل.... المركز السينمائي المغربي لا يهدر المال العام


طنجة / خاص
الدكتور بوشعيب المسعودي

ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة كانت هناك ندوة صحفية مهمة صبيحة الافتتاح بعنوان: الحصيلة السينمائية لسنة 2009. من تقديم الأستاذ محمد باكريم و الأستاذ نور الدين الصايل عن المركز السينمائي المغربي.
وكانت هناك أسئلة كثيرة حول الكم والكيف وحول الميزانية المخصصة للجوائز والأفلام وحول الاستثمارات الخارجية الأمريكية والأوربية والعربية وحول القاعات السينمائية.

والمثير في الندوة هو اللهجة التي تكلم بها السيد نور الدين الصايل عند ذكر هدر المال العام فقد كانت اللهجة عصبية وعالية وهو يقول ويؤكد أن المركز السينمائي المغربي لا يهدر المال العام .
وتعليله مقنع فإخراج وإنتاج عدد كبير في العام هو الأساس ويجب أن يكون الهدف فليس المهم أن تكون أفلام قليلة وذات طابع علمي وثقافي عالي ولكن المهم أن تكون أفلام كثيرة. وأعطى أمثلة بأفلام ذات صبغة تجارية أدت إلى مداخيل مهمة والى عدد كبير من المتفرجين.

فدعم إنتاج ألأفلام استثمار للمركز السينمائي المغربي الذي يحتوي على تقنيين أكفاء وعلى تقنيات عالية لمساعدة المخرجين المغاربة والأجانب وأشاد بالتقنيين العارفين بحيل السينما والمتعاملين معها بذكاء كبير.

القاعة أولا وقبل كل شيء حق مشروع للكل، لكن لا بد من قاعة مريحة تحترم المتفرج وتحتضن عددا قليلا من الناس عوض الكثرة. وكثير من القاعات الصغيرة أو المركبات أحسن من القاعة الكبيرة الوحيدة وهذا للتمكن من مشاهدة عدة أعمال مختلفة وللتمكن من الاختيار بين هذه الأعمال. والدولة ستساعد على الترميم وعلى تحويل الصالات الكبيرة إلى قاعات صغيرة أو إلى مركبات بدفع تسبيق لأصحاب هذه الصالات وهذا استثمار آخر.

أما النقد في رأي السيد نور الدين الصايل فهو واجب ولو كان صارما ولكنه جيد لتشجيع إنتاج عدد كبير من الأفلام بغية الوصول للمهرجانات والصالات السينمائية والتلفازات المغربية والأجنبية بدل البرامج التركية والمصرية والكورية والمكسيكية.

والكم مهم جدا لابد منه للوصول إلى الكيف، والنقد البناء ولو اللاذع يضمن هذا الوصول. وكل فيلم أنتج إلا وانه استثمار ورهان في نفس الوقت.
والمغرب دولة الحق والقانون ويسمح لبعض المخرجين أن يعبروا بطريقة مختلفة رغم اختراقهم للخط المسموح والمرسوم من طرف المجتمع والوسط العائلي والديني ولكنه وهمي.
واللغة في الفيلم ليست مهمة للمتفرج غير الفاهم لهذه اللغة بقدر أهمية تقنيات التصوير والصوت والمونطاج.... واللغة الناطقة ليست هي المحدد الأساسي والمتحكمة في الفيلم، بل اللغة السينمائية ولغة تقنيات الفيلم من سيناريو و زوايا تصوير واختيار اللقطات و مؤثرات صوتية...

وخلاصة الندوة أن الكم مهمة وهدفه هو الكيف، والمغرب مع جنوب إفريقيا ومصر من الدول المنتجين لأفلام كثيرة في العام وان هذا الإنتاج هو استثمار من المركز السينمائي المغربي وليس هدرا وضياعا للمال العام. ووجود الصالات السينمائية ضروري بتقنيات عالية وأجواء مريحة للمتفرج. والنقد ضروري للسير إلى الأمام قاس ولاذع في بعض الأحيان ولكنه بناء ومعقول.
والاستثمار هو الأساس للحصول على العملة العالمية وللتمكن من المزيد من الإنتاج والإبداع.