الدكتور بوشعيب المسعودي..الموسيقى المغربية الأصيلة...

"أستوديو 2M": ناس الغيوان – جيل جيلالة – لمشاهب...
الموسيقى المغربية الأصيلة...


في "البرايم الرابع" ليلة السبت 01 مايو 2010 أتحفنا برنامج "أستوديو 2M"، البرنامج الذي يبحث عن الموهوبين في الموسيقى والغناء المغربي والعربي والعالمي، أتحفنا بتخصيصه هذه الحلقة إلى أغاني المجموعات التي بصمت الأغنية المغربية وخلدتها موسيقى وأغاني وكلمات ولحن... مغربي أصيل تغنت به الأجيال منذ السبعينات ولازالت تتغنى به إلى الآن، وتقشعر لها الأبدان. وترمي النفس في حزن وفرح ممتزجين يطفو عليهما حنين إلى حقبة من الزمن وصمت المغرب.

ففي بداية السبعينات انطلق فنانون من الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء الكبرى، العاصمة الاقتصادية وكونوا مجموعة سموها "ناس الغيوان".وخلقت مجموعة "جيل جيلالة" في مراكش وبعدهم مجموعة "لمشاهب" في الدار البيضاء وجاءت بعدهم عدة مجموعات سارت على نفس النهج مع تغيير في الأداء...

لقد كانت مجموعات "مشاغبة" أطرت شباب تلك الحقبة ورافقته في المحن التي مر بها. فالغناء كان مزيجا من الفن الشعبي التقليدي والصراخ السياسي الظرفي والعشق للثرات المغربي الأصيل. و كان غناءهم ممتازا بالرمزية التي أحبها الجميع باختلاف إيديولوجياتهم ومناهجهم وتوجهاتهم السياسية.

لقد أحبهم الجميع صغارًا وكبارًا مثقفون وأميون. لقد نبشوا في الأعراف التقليدية والثرات الدفين لإعطاء كلمات صدق تصف الحالة اليومية والمشاكل التي يتعرض لها المجتمع المغربي بصفة خاصة والعربي بصفة عامة.
لقد كانت إيقاعاتهم قوية، ولازالت كذلك، بعد أن رددها الباقون الأحياء وخلفهم من المجموعات. وخلفت آثارًا حسنة عند جميع المغاربة شبابا وشيوخا ونساءًا ورجالا.
لقد وظفوا أغاني كناوة والأغاني الشعبية والحلقة في جميع أعمالهم، وادخل بعضهم آلات حديثة زيادة على الآلات العتيقة المعتمد عليها كالبندير والدربوقة والهجهوج....
إن غناءهم لم ينته بموت أعضائهم المبدعين، ولكن على العكس فقد أعيدت أغانيهم، وغناها آخرون بنفس الإيقاع أو بإيقاع مغاير، جعل من هذه المجموعات ممثلين للمغرب وأدبه الفني والغنائي.

فقد كان فنهم راقياً غير مبتذل، وكلماتهم دالة لا تتكلم من فراغ، ولحنهم مزيج من الهتافات الداخلية لكل مستمع متميز، وموسيقاهم عميقة وإنسانية تتحف كل مستمع. لقد عبروا عن فئات مجتمعية بامتياز، بأفكار سابقة لعصرها، وبآهات خالية من التصنع والتصنيع، بصمت المغرب والعالم إلى الأبد.
فتحية للباقين ورحمة على المفقودين وهنيئاً للمغرب بهذه المجموعات.