أيوب الأنجري البغدادي مدير مهرجان مرتيل السينمائي يكرم الفنان السوري أسعد فضة في مهرجان مرتيل




حوار: يوسف خليل السباعي
في غمرة سيرورة فعاليات مهرجان مرتيل السينما ودورته العاشرة المتواصلة بإدارة المهرجان، إلا أنه استجاب بتلقائية نافضا يديه من كل شيء لما طلبت منه إجراء حوار خاص. إنه أيوب الأنجري البغدادي مدير مهرجان مرتيل السينمائي ورئيس نادي مرتيل للسينما وهو أحد الشباب المثقف والعاشق للسينما بمدينة مرتيل

س: بداية، كيف كانت الاستعدادات والظروف التي اشتغلتم فيها خلال الدورة العاشرة لمهرجان مرتيل السينمائي؟ وما هي الإكراهات التي واجهتكم هذه السنة؟

ج: كانت ثمة خلال الدورة العاشرة للمهرجان السينمائي بمرتيل ظروف استثنائية، وكانت إكراهات عديدة وجدناها في الإعداد لهذه الدورة، ويتعلق الأمر بحجز تذاكر السفر بالنسبة للسينمائيين من أمريكا اللاتينية وإسبانيا، لأن تنظيم المهرجان جاء في ذروة الصيف، وأن أثمان التذاكر مرتفعة ، بل وغير موجودة. هذا بالإضافة إلى أنه صادفتنا مشكلات مع إدارة الجمارك بخصوص الأفلام، فثمة أفلام استطعنا إدخالها، بيد أنه بقيت أربعة أفلام من المكسيك لم نتمكن /ن إدخالها نظرا لتعقيدات المسطرة الجمركية. هذا دون أن ننسى أن هناك إكراهات مادية في كل دورة، وعلى هذا المستوى، نتساءل كإدارة للمهرجان: لماذا هذا الجحود الذي يلقاه مهرجان مرتيل السينمائي؟ فإذا استثنينا المجلس البلدي لمرتيل الذي يعتبر المدعم الرئيسي والوحيد للمهرجان بالإضافة إلى المركز السينمائي المغربي ووكالة تنمية الأقاليم الشمالية ومجلس جهة طنجة تطوان. فإنه تبقى مساهمات هذه الأطراف غير كافية.

س: يلاحظ خلال هذه الدورة أن هناك تراجع في مشاركة الفيلم المغربي القصير. وبالمقابل حضور مكثف لأفلام أمريكا اللاتينية وإسبانيا. ماهي أسباب هذا التراجع بالمقارنة مع الدورات السابقة؟

ج: بطبيعة الحال، يلاحظ أن هناك حضورا مكثفا لأفلام أمريكا اللاتينية وإسبانيا. عندما قمنا باختيار الأفلام المشاركة في الدورة العاشرة للمهرجان السينمائي لمرتيل حاولنا قدر المستطاع التركيز على الأفلام ذات الحمولة الجمالية والإبداعية. فعلا هناك نقص بالنسبة للأفلام المغربية المشاركة في المسابقة الرسمية. ، هناك أربعة أفلام فقط، لكوننا اخترنا الأفلام التي يمكن أن تنافس الأفلام الاسبانية والأفلام التي لم تشارك في المهرجانات التي تقام على الصعيد الوطني. لا ينبغي أن نخفي الشمس بالغربال ونقول إنه هناك طفرة نوعية كبيرة تشهدها السينما المغربية. بالفعل هناك طفرة من ناحية الكم، أما من ناحية الكيف، فالمستوى لا زال بعيدا وبعيدا جدا. والخلاصة كانت في الدورة التاسعة عندما شاركت عشرة أفلام مغربية في المسابقة الرسمية للمهرجان وتركت انطباعا سيئا، لذا قررنا في هذه الدورة أن تكون الأسبقية للجودة. وبخصوص مشاركة أفلام من أمريكا اللاتينية بصورة مكثفة، فالأمر يعود بالدرجة الأولى إلى أن هناك العديد من الدول المشاركة مثل الأرجنتين، المكسيك، الأوروغواي، التشيلي، كوبا.. وكل دولة مشاركة بثلاثة أو أربعة أفلام..إضافة إلى اسبانيا حاضرة هذه السنة ب15 فيلم في المسابقة الرسمية، ذلك أننا وقعنا في حيرة شديدة، فلأول مرة يتوصل المهرجان ب 200 فيلم. وبالنسبة لمنا نخشى أن نكون قد ظلمنا فيلما من الأفلام في اختيارنا للأفلام المشاركة، والحقيقة أن كل الأفلام التي بعثت لنا تقريبا كانت أفلاما جيدة وجيدة جدا، ومنها من حصلت على جوائز عديدة في المهرجانات السينمائية الدولية، وهناك فيلم إسباني حائز على جائزة ( كان) في دورته الأخيرة.

س: شاهدنا خلال الدورة حضورا سوريا لافتا للانتباه، وتكريما للمثل الكبير أسعد فضة. هل تفكرون كمدير للمهرجان في استقطاب السينما السورية لتكون مشاركة كذلك في المهرجان في الدورات المقبلة؟

ج: الحقيقة أننا انفتحنا خلال هذه الدورة على السينما السورية من خلال عرض مجموعة من الأشرطة السورية القصيرة، وكذلك تكريم النجم السوري الكبير أسعد فضة لعطاءاته الفنية الكبيرة. لن نقتصر في الدورات المقبلة فقط على السينما السورية،التي ستكون حاضرة معنا، وإنما سنحاول أن ننفتح على سينمات عربية أخرى..

س: تعرف مدينة مرتيل تأهيلا مهما وإصلاحات كبرى، لكن الجانب الثقافي والفني يظل مغيبا. إضافة إلى عدم وجود قاعة سينمائية في المستوى المطلوب. مارايك في هذه المسألة؟

ج: أظن أنه لايمكن الحديث عن تنمية بشرية من غير تنمية ثقافية. حقيقة أن مرتيل تعرف طفرة نوعية من حيث تأهيل المدينة، وهذه المدينة ستصبح من أجمل المدن المغربية، وستنافس المدن الشاطئية الموجودة على الشاطئ الإسباني. لذا، فإننا نطالب ونناشد الجهات المسؤولة ومن خلال جريدتكم الموقرة أن تتوفر مرتيل على مركب ثقافي يليق بحجم المهرجان وبتطلعات شباب المدينة. ونطالب كذلك أن تمد يد العون إلى إدارة المهرجان حتى نقوم بإصلاح القاعة السينمائية الوحيدة التي اقتنتها بلدية مرتيل لتصبح في حجم ومستوى المدينة. إذا، هذه رسالة نوجهها إلى كافة المسؤولين، وفي المقدمة السيد عامل عمالة المضيق الفنيدق ألا يغيبوا الجانب الثقافي وتوفير مركب ثقافي بمرتيل يليق بمهرجانها السينمائي.