خريبكة المغربية ومهرجان السينما الافريقية المقبل


يوم العاشر من الشهر المقبل ، ستقص مدينة خريبكة شريط الدورة رقم 13، دورة ستحل في سياقات تنظيمية وتطلعات مستقبلية ، تتغيا الدفع بشيخ المهرجانات المغربية والافريقية ، في أفق تطوير آليات العمل وانفتاحه على العديد من مكونات المجتمع المدني والثقافي ، دورة ستعرف مشاركتين مغربيتين ويتعلق الأمر بفيلم البراق لمخرجه مفتكر، وفيلم (فينك أليام) لادريس شويكة بالإضافة الى مشاركات أخرى افريقية . للتذكير فمهرجان السينما الافريقية ، واحد من المهرجانات التي" تربت فيها "، أسماء عديدة في مجال القول النقدي السينمائي والتنظيمي ، مهرجان زارته أسماء نقدية وسينمائية وتمثيلية ... متعددة يكفي أن نذكر الراحل صلاح أبوسيف ، والمخرج المصري العربي الكبير توفيق صالح مبدعة رائعة " المخدوعون" ، و صاحب"النور " سليمان سيسي من مالي، مدينة خريبكة ،إذن اصبحت رائحتها الفنية مشدودة برائحة التراب الافريقي ،مما يؤكد ايضا عمق انتمائنا لهذه القارة الافريقية ،بكل مدننا وقرانا المغربية من طنجة إلى لكويرة . بكل تأكيد فمن الصعب اليوم ، ذكر مدينة خريبكة دون ربطها بمهرجان السينما الافريقية ، هو ما أحسست به في زيارتي الاخيرة لدمشق ، فمجرد ما افصح عن المدينة التي أتيت منها من المغرب ، يقال لي فورا ، مدينة مهرجان السينما الافريقية . هنا تذكرت دور وقيمة دبلوماسية المهرجانات السينمائية المغربية ، وهو مقال سبق أن كتبته بهذه الصيغة .

إذن الدورة المقبلة ستتميز بتكريم الوجه المسرحي النسوي المغربي ، تورية جبران ، وهي بالمناسبة رئيسة لجنة التحكيم ،بجانب خديجة العلمي وأسماء الخمليشي ،من المغرب، بالاضافة الى قصي صالح الدرويش من سوريا وأمادو تيديان نياكان من السينغال، وبنديوكاي باي من السينغال ايضا ، وميشيل وادراوجو من بوركينا فاسو .

هناك العديد من الفقرات التي ستميز أيضا هذه الدورة ، خصوصا فقرة الأفلام / الندوات ، وأنشطة فكرية تندرج وترسخ ثقافة التعاون جنوب جنوب، وفقرة توقيع الاصدارت السينمائية النقدية (عشر اصدارات) وهي فرصة متميزة للتبع حركة التأليف المتمحور حول السينما . وتعتمد مؤسسة مهرجان السينما الافريقية برئاسة السيد نور الدين الصايل، على تمويلين جوهريين المركز السينمائي المغربي بمائة مليون سنتيم والمبلغ نفسه يمنح من طرف م . ش. ف ، بالإضافة الى تمويلات جزئية أخرى من بعض المرافق العمومية . وستعرف هذه الدورة تغطيات إعلامية مغربية وأجنبية متعددة ، وهذا راجع لطبيعة التحولات التي يعرفها المهرجان إداريا وتنظيميا وإعلاميا ،وللتذكير أيضا فمهرجان السينما الافريقية تكون سنة 1977، ساهمت في بلورته كفكرة ،أسماء مغربية وتنظيمية دالة نذكر منها ذ. نور الدين الصايل /الجامعة الوطنية للاندية السينمائية آنذاك ومرافق إدارية أخرى بالمدينة ، ليتحول في مرحلة لاحقة ، الى جمعية ، ثم لترسو السفينة ، في حدود المأسسة ( مؤسسة مهرجان السينما الافريقية )، برئاسة ذ. نور الدين الصايل ونائبه السيد الحاج مازي من وهو عضو بالمجلس البلدي والسيد العصادي ككاتب عام للمؤسسة وصارم الفاسي الفهري كأمين للمال، أما مندوب المؤسسة فيتحمل مسؤوليتها السيد حسين أندوفي ،بالإضافة إلى مجموعة من اللجن الوظيفية والمكونة من العديد من المثقفين والاعلاميين والاطر المتنوعة الوافدة من المجتمع المدني . وللتذكير ايضا ،فالمهرجان يساهم في خلق حركية اجتماعية وثقافية واقتصادية ، تتجلى في تشغيل معظم الفنادق الموجودة بالمدينة،مما يساهم في تكسير رتابة الحياة الثقافية ، بل هو فرصة لتقرب المواطن من اسماء فنية متعددة ، مما يدفع الفعل السينمائي والثقافي بشكل عام ،ألا يبقى متمركزا فقط بالمراكز / المدن الكبرى .

د. الحبيب ناصري