الدكتور الحبيب الناصري ...يتحدث عن مهرجان طنجة الوطني للفيلم


ارتبطت مدينة طنجة بالمهرجان الوطني للفيلم ارتباطا قويا،مدينة طنجة عما قريب ستعرف الدورة رقم ١٢ رقم يحيلنا على فترة زمنية مهمة ،على مستوى التراكم الايجابي لهذا المهرجان،والذي من خلالها أصبحنا نطل على طبيعة التفكير السينمائي لدى المنشغل بقضايا السينما المغربية. من هنا اصبح موعد طنجة موعدا محيلا على مجموعة من اللقاءات والنقاشات والعلاقات الثقافية. من هذا المنطلق اضحت مدينة طنجة بمثابة( سوق عكاظ)، وللتذكير فقد كانت سوق عكاظ في القدم العربي، محطة شعرية هامة وقوية،من خلالها تقدم الانتاجات الشعرية الجديدة،ويتداول في غرضها ومعاييرها،ما أشبه طنجة المغربية العريقة والجميلة ،بهذه المحطة الثقافية العربية القديمة،طنجة المرتبطة في مخيالنا المغربي الثقافي بمحمد شكري،وغيره،والذي كان رحمه الله يهواها الى حد الافتتان بها كتابيا وإبداعيا،بكل تأكيد فطنجة ومن خلال هذه المحطة السينمائية الوطنية، تعرف ،بجانب حركيتها الاقتصادية الدائمة،والمخلخلة لبعض التمثلات الاسبانية اليمينية المعاكسة للحق المغربي في تواجد تنموي،حركية ثقافية(سينمائية)،إذ نجد أن العديد من المخرجين والنقاد والاعلاميين والمهتمين والممثلين والمنتجين والتقنيين الخ،قد أصبحوا حريصين على حضور فعاليات،مهرجان طنجة الوطني،فمن خلاله يتم الاطلاع على جديد السينما المغربية،ومن ثم تتبع ماسيكتب ويقال ويناقش في فضاءات فندق شالة صباح كل ليلة. ناهيك عن فقرات سينمائية أخرى،والمتعلقة أساسا بفقرة التكريم . تكريم من قدم شيئا ما لسؤال السينما المغربية.كل هذا سيساهم في خلق حركية اقتصاديةواجتماعية وثقافية في طنجة،مما يجعل فضاء سينما روكسي التي لا زالت تقاوم عنف الزمن ،وهي المقاومة التي نتمناها لبقية دور السينما المغربية المتبقية،في أفق أن تتحمل وبالخصوص الجماعات المحلية والقطاع الخاص،دورهما في بناء مركبات سينمائية صغيرة أو متوسطة مستقطبة لجمهور، متعطش وراغب في مشاهدة صورته كما أنتجها أخوه المغربي،ناهيك عن صور أخرى متعددة،مصنوعة بأياد أخرى،في أفق تحقيق نوع من التفاعل بين صورتنا وصورة الغير.
طبعا فهذه التظاهرة السينمائية المغربية،هي من توقيع المركز السينمائي المغربي،وستنطلق فعالياتها بدءا من ٢١ من الشهر الجاري والى حدود ٢٩ من نفس الشهر،وهي دورة سيتم منخلالها عرض ١٩ فيلما طويلا ،ونفس العدد على مستوى الفيلم القصير،حيث بدأ هذا الجنس السينمائي الأخير،يستقطب العديد من المهتمين،بل نثمن هنا انفتاح القناة الثانية بين الفينة والأخرى على تقديم هذا المنتوج الفني والثقافي المغربي للمتفرجين،وهو ما يساهم في تحقيق نوع من التواصل والألفة بين المكونين( الفيلم القصير والجمهور المغربي).
الحبيب ناصري