محمد اشاور المخرج المغربي الذي زعزع الدورة 12 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة بفيلم "...فيلم"


طنجة : حسن وهبي

فيلم "....فيلم" بمدينة طنجة في اطار الدور 12 للفيلم الوطني الحاصل على جائزة العمل الاول وجائزة ثاني دور رجالي (فهد بنشمسي) والذي اختار لغة السينما للحديث عن السينما اقترب من واقع الفن السابع بالمغرب انطلاقا من سيناريو صاغه هو بنفسه ليبحث عن سيناريو مثالي لفيلمه الاول كما يعبر عن ذلك الشريط حيث تتوالى اللقطات و المشاهد بتوجيه من اشاور وبمساعدة و اتقان من يوسف برادة وجوليان فوري اللذين نجحا في تصوير هذيان هذا المخرج المهوس بالسينما . ليس فقط في الفيلم بل كذلك بإخراجه لهذا الفيلم و نقاشه مع الجمهور الحاضر هنا في طنجة. انه خروج عن المألوف لا من حيث بنية الفيلم الحكائية ولا من حيث المونتاج الذي يتلاعب فيه بالمشاهد او بالحوار و المونولوغ الذي يطغى احيانا على الصورة السينمائية مما جعل المتلقي ينتظر ماذا سيعرض ويقدم المخرج بين مشهد واخر من حوار او رواية سواء مع الممثلة الرئيسية زوجته ( لعبت الدور الممثلة الشابة فاطيم العياشي) ليستمتع به و بكتابته . هناك شخصيات داخل الكادر في الفيلم و عددها ثلاثة يتلاعب بها اشاور و بإيقاع سريع ليصور الرحلة المملة في عالم الكتابة السينمائية . وقد حضرت ام المخرج وخالته واخرين من خلال الحوار وهي الشخصيات التي غيبها المخرج عن اطار التصوير لمواقفها غير المنسجمة مع رأيه ولتصوره للحياة و المجتمع . كما اشتغل على موضوع الجنس في سياق الفيلم نفسه وبكل الصراحة التي يمكن ان تكون بين اثنين يمارسانه مما يعطي شرعية للحوار مع زوجته وكذا الحوار الدائر بينه وبين صديقه الممثل (لعب دوره الممثل الشاب فهد بنشمسي) ليكون الجنس واحدا من عناصر الحوار. ويتمادى في هذا النوع من الحوار وهو يخاطب نفسه او يخاطب المتلقي بصريح العبارة حينما يصف المثلين بالعهارة و المخرجين كذلك و .... مما دفع ببعض الصحفيين الى التخلي عن الفيلم و كتابته السينمائية عن الموضوع المثار كوسيلة للتعبير عن المحنة السينمائية .

هل هو استفزاز للمتلقي ؟ يجيبنا عن هذا السؤال الناقد والمخرج عبد الاله الجوهري حينما سرد علينا جواب ابنته و التي قالت " انه شيئ عادي نسمع اكثر منه في الشارع" .

ورغم انبهاره بالفيلم يشير الناقد محمد سكري الى الكيفية التي ننقل من خلالها الواقع سينمائيا ؟ كما أشاد معظم المتدخلين بالشريط كموضوع وكخطاب وكبنية حكاية في زمن يقدر بخمسة وسبعين دقيقة ليطرح سؤالا عميقا : ما الكتابة التي نحن بحاجة اليها اليوم ومن شباب جدير بالاحترام والتقدير و المناقشة ؟ اهي تجربة جديدة تدخلها السينما المغربية ؟ ام هي ثورة الشباب السينمائية ؟ ام انسداد افق الكتابة السينمائية لذى المخرجين القدامى ؟ اسئلة سنعود اليها في كتابات اخرى .