تتويج السينما المغربية بواداغودو


في اطار فعاليات مهرجان واداغودو ببوركينافاصو، للسينما والتلفزيون، تمكن المخرج المغربي محمد مفتكر من الفوزبالجائزة الكبرى لهذا المهرجان، من خلال فيلمه "البراق"، وهو الفيلم الذي حصد معظم جوائزأحد المهرجانات الوطنية السالفة بطنجة. هذا التتويج يؤكد مدى العمق السينمائي المغربي الافريقي، والفيلم يشكل طفرة نوعية في السينما المغربية ككل، وتجربة محمد مفتكرعلى وجه الخصوص،الراغبة في فعل سينمائي منفتح على العديد من أشكال القول السينمائي المتغلغلة في العديد من المناحي النفسية، والبحث عن تملك لغة الحكي بالصورة السينمائية الجاذبة للمتفرج. فيلم "البراق"،فيلم ينبش في جغرافيات ثقافية جسدية شعبية، حيث الرغبة في البوح في أفق خلخلة العديد من التصورات الجاهزة والمشكلة لوعي ذكوري معين ومهيمن على امتداد العديد من الامكنة والشخوص وما تنهض عليه من" تمثلات" واهية مرتبطة بالرغبة في الاستمرارية الذكورية .
إن فوز المغرب بهذه الجائزة،يؤكد مدى أهمية الحضور الثقافي المغربي داخل هذه القارة التي نرتبط بها ارتباطا عضويا، حضور فني وثقافي يتعمق من خلال العديد من الخدمات التي تقدمها أطر المركز السينمائي المغربي التي تمتلك خبرة تقنية متميزة والتي تضعها رهن إشارة العديد من المخرجين الافارقة مما يجعلنا نجزم بشكل قوي،أن الثقافة من الممكن ككل ان تعيد تلك العلاقة الافريقية القوية التي كانت ولا تزال تجمعنا مع افريقيا، القارة التي ننتمي اليها ومن خلالها تشكلت وتفاعلت العديد من أنماط حياتنا الفنية والثقافية والاجتماعية. نقول هذا الكلام ونحن نعي ما "أفسدته" السياسة بين العديد من الدول الافريقية،فعل الافساد هذا وليد مخلفات الفعل الاستعماري الغاشم،والذي لم تستطع افريقيا السمراء أن تتخلص منه،مما يعطي لفعل التعاون السينمائي والثقافي والفكري ككل،الفرصة لتحقيق هذا التقارب الحقيقي.
د. الحبيب ناصري ناقد مغربي