مهرجان الرباط لسينما المؤلف صامد رغم كل الظروف



ميدل ايست أونلاين
بقلم: لمى طيارة
تكريم السينما التركية والسينما الامازيغية
يعيش الوطن العربي ازمة اقتصادية خانقة، ارتبط معظمها بالثورات وغيرها. وانعكس هذا الامر على جميع جوانبه الاقتصادية ومن ضمنها بطبيعة الحال صناعة السينما (كإنتاج وكمهرجانات) فمعظم الدول تضاءل إنتاجها السينمائي بما فيها مصر صاحبة النصيب الأكبر من الإنتاج، في حين توقفت بعض المهرجانات بشكل مؤقت بينما توقفت أخرى لأجل غير مسمى.
فها هي دمشق تلغي مهرجانها السينمائي ولعامين متتالين بسب الأوضاع والاحداث الدامية التي تعيشها البلاد، ومصر ايضا كانت قد ألغت مهرجانها العام الفائت بسبب الثورة وربما تأتي النتائج السياسية الحالية بانعكاسات سلبية يكون من ضمنها وربما على رأسها إلغاء مهرجان القاهرة السينمائي، ولم يبق صامدا في الميدان الا مهرجانات الخليح (كمهرجان دبي السينمائي ومهرجان ابوظبي) وتحاول بعض المهرجانات العربية سواء التي تقام في بلدن عربية او التي تقام في دول أوروبية الوقوف على رجل واحدة بعكاز رغم أن ذلك لن يصمد كثيرا.
اما بالنسبة للانتاجات السينمائية العربية، فقليلة هي ايضا، واقتصر معظمها على الأفلام القصيرة والوثائقية المرتبطة بشكل او بآخر بالثورات العربية والربيع العربي، اما الانتاجات السينمائية الطويلة فقليلة جدا وان وجدت فهي دون المستوى المطلوب للمشاركة في المهرجانات السينمائية.
فمؤسسة السينما في دمشق على سبيل المثال لا الحصر. كانت قد أعلنت عبر مديرها العام محمد الاحمد، انتاج اربعة افلام سينمائية طويلة في عام 2011، نجدها اليوم مع النصف الثاني من 2012 بفيلم واحد للمخرجة واحة الراهب، وما تبقى من أفلام لا يزال في الخطوات النهائية من الإنتاج، ولو سألت عن قرب حول السبب يصلك الجواب مرتبطا أيضا بالأوضاع الاقتصادية وهبوط الليرة السورية، الذي كان سببا مباشرا في تعديل معظم ميزانيات تلك الأفلام، حتى ان مصر صاحبة العبارة الشهيرة 100 سنه سينما، نكسّت اعلامها حيث قل انتاجها في السنيتن الماضيتين ولم يتعد اصابع اليد الواحدة، حتى ان الموسم السينمائي في مصر بات باهتا وصعبا على الجميع.
وسط كل ما سبق، صمدت على وجه الخصوص السينما المغربية، سواء من حيث الانتاجات الطويلة او حتى القصيرة والوثائقية بينما اكتفت تونس بفيلم واحد، وبقي الخليج يناضل للبقاء في خطوة تحسب له.
بطبيعة الحال، لم يغفر الانتاج الجيد للسينما المغربية في اقامة مهرجاناتها المعتادة والتي بلغت ما يقارب 45 مهرجانا ما بين دولي ومتخصص ووطني، والسبب يعود لتوقف التمويل من قبل الداعمين الرئيسين لتلك المهرجانات وغيرهم، بغض النظر عن اهمية المهرجان ومكانته بالنسبة للملكة المغربية، فعانت بعض المهرجانات انعدام التمويل الذي بدوره أدى الى توقفها بشكل كامل، في حين تحاول مهرجانات اخرى الصمود امام تلك الازمة والابقاء على مهرجانها ولو بشق النفس.
من تلك المهرجانات نذكر مهرجان الرباط لسينما المؤلف، الذي يقام سنويا في عاصمة المغرب الرباط، والذي تقام دورته الحالية التي تحمل الرقم 18 في الفترة من 22 يونيو/حزيران ولغاية 2 يوليو/تموز تحت شعار "الثقافة والفن في خدمة التنمية" وتشرف على تنظيمه سنويا وفي نفس التوقيت تقريبا "جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون" بدعم وتعاون مع عدة شركاء من داخل المغرب وخارجه، فلقد جاهد المهرجان للحفاظ على فقراته الاساسية التي تأتي على رأسها المسابقة الرسمية للفيلم الطويل، جائزة الحسن الثاني.
وقد بلغت عدد الافلام المشاركة في هذه الدورة (16) فيلما من كل من البرازيل والصين وايران وفرنسا وبلجيكا وهولندا وتركيا وألمانيا وبورتوريكو واسبانيا والعراق والمغرب والأردن ومصر والامارات العربية المتحدة وتونس ولبنان. ويترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، الكاتبة والباحثة السيكولوجية غيثة الخياط وتضم في عضويتها أربع نساء أخريات هن الممثلة المغربية أسماء الحضرمي والممثلة المصرية بوسي والمخرجة والممثلة السورية واحة الراهب ومديرة الانتاج طماريس كنالس من بورتو ريكو، بالاضافة الى المنتج كيتيا توري من الكوت ديفوار والمخرج التركي سونيت سيبينويان.
كما سيحتفل مهرجان هذا العام بتكريم كل من السينما التركية والسينما الامازيغية المغربية بشخص المخرج والمنتج المغربي محمد أومولود العبازي، وسيعمل المهرجان على تكريم س مؤسسة صندوق الجنوب لدعم السينما وسيعرض من انتاجاته ستة أفلام من من كل من المغرب وتايلاند والبرازيل وايران وتشاد، كما سيعرض المهرجان بعضا من الافلام السينمائية المغربية المتميزة من خلال عرض ستة أفلام على الشكل التالي "نساء في مرايا لسعد الشرايبي والوثر الخامس لسلمى بركاش وماجد لنسيم عباسي والأحرار لاسماعيل فروخي والمنسيون لحسن بنجلون والأندلس مونامور لمحمد نظيف"، كما سيعرض المهرجان كعادته افلاما وثائقية، وعروضا لأفلام تدور حول قضية الهجرة، بالإضافة لإقامة طاولة مستديرة حول "رقمنة قاعات السينما بالمغرب" و"تمويل سينما الجنوب" و"دور الجهات ولجان الفيلم في الانتاج والرقي بالقطاع السينمائي"، ومعرضا حول "كلنا ضد القرصنة".