رشيد بنعلال : سينمائي جزائري متعدد الاختصاصات




يتميز مهرجان سينما الشعوب بايموزار كندر بانفتاحه من دورة لأخرى على وجوه سينمائية مغاربية أعطت الكثير لفنون الفرجة السينمائية وثقافتها ، فبعد استضافته للمخرج التونسي الكبير رضى الباهي سنة 2010 والاحتفاء ببعض أفلامه السينمائية وخصوصا " شمس الضباع " ، الذي صور بالمغرب في منتصف السبعينات من القرن الماضي وشارك فيه ثلة من الممثلين المغاربة الكبار  كمحمد الحبشي والراحلين العربي الدغمي وأحمد العماري وغيرهم ، تستضيف دورة سنة 2012 السينمائي الجزائري متعدد الاختصاصات رشيد بنعلال تقديرا لتجربته الفنية الطويلة ولعطاءاته المتنوعة كتابة واخراجا وتوضيبا وتأطيرا وغير ذلك . وسيتم تكريمه الى جانب قيدوم حركة الأندية السينمائية المغربية الأستاذ غازي فخر عبد الرزاق في حفل افتتاح الدورة التاسعة للمهرجان بعد زوال يوم فاتح نونبر القادم بالمركب الثقافي لجوهرة الاطلس المتوسط مدينة ايموزار كندر .
ومعلوم أن المسيرة الفنية لرشيد بنعلال ، المزداد بالعاصمة الجزائرية سنة 1946 ، انطلقت بشكل رسمي بعد تخرجه من معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس أواخر الستينات وحصوله على دبلوم في المونطاج . وعند عودته الى مسقط رأسه اشتغل كمساعد مخرج لفائدة التلفزة الجزائرية . وابتداء من مطلع السبعينات أصبح موضبا رئيسيا وركب ما يفوق ستين فيلما جزائريا بين طويل وقصيرومتوسط  اعتبر بعضها علامات بارزة في الفيلموغرافيا السينمائية الجزائرية خصوصا أفلام مازيف وعلواش وحداد وغيرها ، كما ركب 22 فيلما مغربيا ثلثها أفلام قصيرة . من الأفلام المغربية التي ركبها في الفترة المتراوحة بين سنتي 1994 و 2002 نذكر " لعبة القدر " لجمال بلمجدوب سنة 1995 و " سفر في الماضي " لأحمد بولان سنة 1996 و " ليلتي " لجمال بلمجدوب و" يوم من حياة صياد " لحميد الزوغي  و " 401 دقة " لعبد الحي العراقي و" كنوز الأطلس " لمحمد العبازي سنة 1997 و" لحظة حلم " لمحمد فاخر و " أصدقاء الأمس " لحسن بنجلون سنة 1999 و " ياقوت " لجمال بلمجدوب و " السر المطروز " لعمر الشرايبي و " علي ، ربيعة والآخرون " لأحمد بولان سنة 2000 و " شفاه الصمت " لحسن بنجلون و " طيف نزار " لكمال كمال سنة 2001 و " ولد الدرب " لحسن بنجلون سنة 2002 وغيرها .
لم يقتصر عمل رشيد بنعلال على تركيب الأفلام ، بحكم تخصصه ، بل تجاوز ذلك الى اخراج مجموعة من الأفلام السينمائية القصيرة ، منذ مطلع الثمانينات ،  والطويلة ، منذ مطلع التسعينات ، نذكر منها على وجه الخصوص العناوين التالية : " يا ولاد " سنة 1993 و " المتمرد " سنة 2004 و" الحل الأخير " سنة 2007 و " حافلة تدعى الرغبة " سنة 2012  ... حاول من خلالها تصويرالحياة الاجتماعية للناس العاديين عبر قصص بسيطة لكنها غنية بمضامينها الانسانية العميقة . ولعل ميله الى أفلام البورتريهات هو الذي جعله يغامر الى جانب صديقه اليزيد خودجا في اخراج فيلم " المتمرد " ، الذي تعذر تصويره أوتوقف عدة مرات ، وذلك لالقاء بعض الاضواء على حياة الشاعر الامازيغي الجوال والمتمرد السي موحاند أو محاند والأحداث التي روعت الجزائر اواخر القرن التاسع عشر. فهذا الفيلم الذي ساهم في انتاجه المغرب ، عبر قناة دوزيم والمركز السينمائي المغربي ، الى جانب الجزائر وفرنسا يحكي عن المصير المأساوي المطبوع بالتيه والثورة لشاعر جزائري عاش الاقصاء والتهميش ولم يكن مفهوما من طرف مجايليه رغم ما تضمنته أشعاره من رؤى استشرافية في القرن 19 تعكس بشكل جيد الوضعية الحالية التي تعيشها جزائر اليوم . والى جانب الاخراج السينمائي مارس بنعلال الاستشارة في المونطاج والاشراف التلفزيوني على البرامج وأخرج مجموعة من الوصلات الاشهارية والبرامج التلفزيونية في التسعينات  ، كما كتب السيناريو ولقن التقنيات السينمائية للطلبة في السبعينات والثمانينات وترأس سنة 2011 لجنتي تحكيم الطبعة الثانية للأيام السينمائية بالجزائر العاصمة وعاش متنقلا بين الجزائر وفرنسا والمغرب . السينما بالنسبة للفنان رشيد بنعلال ليست ترويحا على النفس فقط بل عليها أن تساهم في تربية الناس وايقاظ ضمائرهم ومن الضروري أن يكون لها تأثير ما على المجتمع .
أحمد سيجلماسي